شقيق الام بمثابة الاب في حالة غياب الأخير، لاسيما وان الخال من ضمن الاطراف المسئولة عن تربية اولاد شقيقته، وهو ما يجعله في الكثير من الاوقات، بالمرتبة الثانية من حيث الحب عند الاولاد بعد والدهم ووالدتهم.
لذلك يكون شقيق الام له مكانه خاصة عند اولادها، لاسيما وان الترابط بينهم يكون كبير الى ابعد الحدود، وهو ما يظهر جلياً في التعامل فيما بينهم، سواء في الافراح او الازمات.
من هنا تدور قصتنا النهارده، في البداية كانت "ولاء"، تحب شقيق والدتها الى ابعد الحدود، فمنذ نعومة اظافرها، كان هو السند الأول لها بعد وفاة والدها، حيث جمعتهم صداقة قوية جعلت "ولاء"، تسرد له كل شيء عن حياتها، ناهيك عن ان خالها، والذي يدعى "سعيد"، كان دائماً ما يحل لها مشاكلها سواء المدرسية او الحياتيه بشكل عام.
"ولاء"، كانت تعيش مع والدتها وشقيقها "عصام" فقط، حيث انتهت من دراستها الجامعية، بينما خالها "سعيد"، والذي يبلغ من العمر 45 عاماً، لم يتزوج ويعيش بمفرده، في منزل والده، ولكن ذات يوم، واثناء جلوس "ولاء"، بجانب شقيقها "عصام"، اتصل خالها "سعيد"، على هاتفها، وطلب منها ان تبتعد عن الجميع، ليخبرها بشيئاً ما، وبالفعل استأذنت "ولاء"، من شقيقها ودخلت غرفتها لتتحدث مع خالها.
وفي اليوم الثاني، تفاجأ "عصام"، ووالدته بزيارة خاله "سعيد" لهم، ولكن تلك المرة كان يحمل حقيبة ملابسه، واخبرهم بأنه سيجلس عندهم لفترة، وسط ترحاب الام ونجلها، الذين كانوا مرتبطين به الى ابعد الحدود.
مر يوم والثاني والثالث، الى ان شاهد "عصام"، شقيقته "ولاء"، تتدخل حجرة خالها "سعيد"، في وقت متأخر دون ان يشعر بها احد، فأستغرب "عصام"، من هذا الموقف، وشعر ان هناك شيء لا يريد خالة "سعيد"، وشقيقته ان يخبروه به.
وفي اليوم التالي، استدعى "عصام"، شقيقته "ولاء"، وواجها بما شاهد في الليل، وسألها عن سبب دخولها حجرة خالها "سعيد"، في الليل دون ان يشعر بها احد، هنا لم تستطيع "ولاء"، ان تمسك نفسها من "البكاء"، حيث دخلت في نوبة "بكاء"، كبيرة، فشعر شقيقها "عصام"، ان هناك خطر.
فأحتضنها، وقال لها تحدثي ماذا بكي، فقالت له ان خالك "سعيد"، مصاب بسرطان الدم، واخبرني الا اخبر امي واخبرك بما اصابه، حتى لا تتأثروا سلباً بمرضه، كما انه طالبني ان اعطيه الدواء في معاده، دون ان يشعر احد بما افعله، حتى لا تعرفوا شيء عن مرضه الخطير، هنا وقع "عصام"، مغشياً عليه من الصدمة.
وعندما استيقظ اتفق مع شقيقته "ولاء"، بأن لا يعرف احد بما حدث لخالهم، حتى لا يصل الامر الى والدتهم، وتمرض هي الاخرى، لتعلقها الكبير بشقيقها "سعيد".