أشعل الداعية السعودي عائض القرني، جدلًا واسعًا، على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشره فيديو تحدث فيه عن "الكآبة".. أسبابها وعلاجها.
وقال "القرني" إن مرض "الكآبة" لم يكن منتشرًا بين الصحابة، ولا الآباء، ولا الأجداد، داعيًا من يعانون منه إلى التمسك بالأذكار والنصائح الشرعية وفروض العبادة.
وأثار المقطع انتقادات واسعة من أطباء ودعاة ومغردين، وقالوا إنه يتضمن مغالطات علمية، ودعوا مرضى الاكتئاب للجوء إلى العلاج العلمي لدى المختصين النفسيين بجانب الأذكار الشرعية.
وفي هذا السياق، قال الدكتور إبراهيم حمدي: "الشيخ علامة في تخصصه وله جهوده، ولكنني لا أتفق تمامًا مع كلامه بالعكس كلامه بيزيد تعب الحالات ومعاناتهم"
وأضاف: "الاكتئاب مثله مثل باقي الأمراض مثل السكر والضغط، أسبابه طبية واضحة مثل الوراثة والهرمونات والضغوطات، وليس له علاقة بضعف الإيمان، كثير من المراجعين لدينا أئمة مساجد ودعاة وأطفال".
ومن جهته، الداعية سليمان الطريفي: "هناك عوارض مؤقتة، وأسبابها بسيطة، تزيلها الأذكار والدعوات، وهناك اضطرابات أسبابها بيولوجية وغيرها، تحتاج مع الدعاء إلى أدوية ومعالجين نفسيين، كمثل بقية الأمراض العضوية تصيب المؤمن والبر والفاجر، وكان السابقون يعانون وتجد هذا في أشعارهم ووصفهم لمعاناتهم، فالحمد لله على تطور التشخيص والعلاج".
وتابع: "جهلنا بمعاناة من أصيب باضطراب الاكتئاب أو القلق جعلنا لا نقدر العواقب الناتجة عنهما من صد عن الاستمتاع بالحياة، وسلوك قد يؤدي إلى تعطيل حياة المصاب، أو يدفعه للانتحار أحيانًا، وبالتالي نحن نستخف بالعلاج النفسي، ونظن المسألة متعلقة بالذكر والإعراض عنه، وقد لا يكون لذلك علاقة بالأمر إطلاقًا".
وواصل "الطريفي" قائلًا: "المكتئب يشعر أنه في نفق مظلم لا يرى نورًا في نهايته، والاكتئاب أسود يحيل الحياة إلى ظلام، والمخرج هو الالتجاء إلى الله ثم بمساعدة الطب والعلاج النفسي“.
أما نهلة فتحي، فقالت: "شكرًا يادكتور على اجتهادك، كل ما تقوله يصلح مع الضيق والهم والغم، ولكن لا يصلح مع الاكتئاب المرضي، أرجو التفريق بينهما، والدليل أن هناك حفظة لكتاب الله وممن يقوم الليل ومع ذلك يعانون من الاكتئاب المرضي، وذلك حسب أقوال الأطباء النفسيين، كلامك قد يزيد ضيقة المكتئب أكثر ولا يخفف مصابه".
"سبب الكآبة وعلاجها"#عائض_القرني pic.twitter.com/a1YaFczl5C
— د. عائض القرني (@Dr_alqarnee) December 24, 2019