تتمنى كل أم لابنها الزوجة الصالحة التى تتوافق معه فكرياً وكذلك أن تكون فى نفس عمره أو أصغر قليلاً، وقد يتجاهل الأبناء نصائح الأمهات بحجة أنهم يفكرون بالطريقة القديمة، ولكن مع مرور الوقت، تتكشف الأمور ويتضح مدى صحة نصائح الوالدين.
تخرج حازم من كلية الصيدلة، وكانت هذه من أسعد اللحظات لوالدته، ولم يكن له أشقاء، كذلك توفى والده منذ عدة سنوات، وانطلق بعدها حازم يبحث عن صيدلية يعمل بها حتى يكتسب الخبرة فى مجاله، ولم تمتلك والدته سوى الدعاء له.
وجد حازم الصيدلية وبدأ عمله، وكان كل ما تتمناه الأم هو أن تراه عريساً، حتى تطمئن عليه فى حياتها، ولكنها كانت تعلم أنه يحتاج إلى الوقت حتى يجهز نفسه، وكانت تشجعه على ادخار المال من أجل هذه اللحظة، وكان حازم يرى أن الوقت لم يحن بعد بسبب ظروفه المادية.
وذات يوم عاد حازم إلى المنزل ليخبر والدته أنه قرر الزواج من صاحبة الصيدلية التى يعمل بها، وعندما سألته أمه عنها، علمت أنها تكبره بحوالى 15 عاماً، وتوفى زوجها منذ سنوات، وليس لديها أطفال؛ فرفضت الأم رفضاً قاطعاً بسبب عدم التكافؤ بينهما.
لكن حازم خالف رأى والدته وتزوج السيدة التى تكبره بعمر كبير، وغضبت الأم حتى أنها قاطعت ابنها، وكان هذا ليس بسهلاً عليها، لكنها كانت تحاول أن تثنيه عن قراره الخاطئ، ولكنه كان لا يرى سوى مستقبله الذى ربطه بتلك الزيجة الغير متكافئة.
وتمر الشهور ويرقد حازم فى السرير بعد تعرضه لحادث سيارة، ليعلم بعدها أنه أصيب بعاهة مستديمة، ولن يستطيع السير إلا بواسطة عكاز لفترة طويلة، وتأتي بعدها زوجته لتطلب منه الطلاق، ولم يكن فى وسعه سوى تنفيذ طلبها، ووجد نفسه لا يملك شيئاً ولا مأوى سوى بيت أمه؛ فعاد إليها وطلب منها السماح والعفو، وأدرك أنه أخطأ عندما لم يستمع لها من البداية، ولم يتوقع أبداً أن تكون هذه هى النهاية.