نفذت مليشيات الحوثيين يوم امس السبت جريمة اعدام خارج القانون، ضحاياها 9 اشخاص ابرياء بينهم قاصر من ابناء الحديدة بتهمة مشاركتهم في مقتل رئيس المجلس السياسي لمليشيات الحوثيين صالح الصماد عام 2018م في الحديدة.
واجرت مليشيات الحوثيين محاكمة غير عادلة للاشخاص المتهمين بعيدا عن وسائل الاعلام واحرمتهم من ابسط حقوقهم في الدفاع عن انفسهم أو الاطلاع على حكم الاعدام وفق ما نقله محاميون وخبراء القانون.
واحتشد مئات المواطنين وسط حضور عناصر أمنية اكثر تواجدا وإجراءات مشددة الى ميدان التحرير بصنعاء لمشاهدة تنفيذ حكم الاعدام بحق المتهمين الذين قدموا على متن سيارتين متصفحتين، وقرأ وكيل النيابة بيان الاتهام وعند الانتهاء رد المتهمين بصوت واحد ” كاذب، كاذب، كاذب” مما سارع قيادي حوثي بالتلويح لانصاره بترديد الصرخة الخمينة التي طغت على اصوات المتهمين.
وقدم التسعة، وسط ميدان التحرير، بينهم قاصر مغمى مسنود على الاكتف، حيث كان الطبيب الشرعي يكافح في مهمة افاقته لما تبقى من حياة.
في لحظة درامية حاسمة قال شاهد عيان لموقغ”يمن فيوتشر” تراجع ثمانية محكومين الى الخلف، ليبقى القاصر عبدالعزيز الاسود في المقصلة، مسنود بأحد الجنود المدججين ليكون اول المطروحين ارضا وهو يصرخ”والله بريء..والله بريء”. وقد نشر بعض الناشطين الحوار الذي دار بين القاضي حينا خاطب القاضي قائلا انت خصيمي يوم القيامة انا وكل من حكمت عليهم بالاعدام فاجابه القاضي لكن انت اعترفت يا عبدالعزيز فرد عليه اعطني صاعق كهربائي وندخل انا وانت الغرفة اخليك تعترف انك قتلت حسين الحوثي .
ونفذ مليشيات الحوثيين حكم الاعدام وسط صنعاء حيث ميدان التحرير الشهير، بدلا عن ساحة السبعين، بغياب اهالي المحكومين، و وسط اجراءات امن مشددة، وتنديد حقوقي واعلامي واسع بشأن مرافعات المحاكمة القائمة على ادلة افتراضية في الغالب، وفق محامين.
وزار قريب احد المحكومين التسعة الذين نفذ فيهم الحوثيون حكم الاعدام اليوم السبت، يقول انه زارهم قبل ساعات، حيث اوصى كل منهم “بماله وماعليه، طالبين نقل جثامينهم ودفنها في محافظة الحديدة”، حسبما نقل المحامي عبدالمجيد صبرة.
وقال احد اقارب المحكومين التسعة بالاعدام اليوم السبت، ان رئيس النيابة الجزائية المتخصصة في مدينة الحديدة يتجاهل الرد على اتصالاتهم من اجل تسليم جثامينهم وانفاذ وصاياهم بالدفن الكريم في محافظة الحديدة، حسبما نقل المحامي عبدالمجيد صبرة.
والمحكومون التسعة الذين نفذ فيهم حكم الاعدام امس السبت هم: “علي علي إبراهيم القوزي، عبدالملك أحمد محمد حميد، محمد خالد علي هيج، محمد إبراهيم علي القوزي، محمد يحيى محمد نوح، إبراهيم محمد عبدالله عاقل، محمد محمد علي المشخري، عبدالعزيز علي محمد الأسود، معاذ عبدالرحمن عبدالله عباس”.
وأوضحت المعلومات، أن المليشيات أجبرت المتهمين على الإعتراف، بقتل الصماد، تحت وطأة التعذيب، حيث رفض القاضي الاستماع لأقوالهم، واكتفى بما ورد في الاعترافات المنتزعة أثناء التحقيق.
وقالت مصادر مطلعة، إن حوارًا دار أثناء إحدى جلسات المحاكمة، بين القاضي وأحد المتهمين، بعدما أقر القاضي ما ورد في محاضر التحقيق دون الاستماع لأقوال المتهمين، حيث دار بينهما حوار يفيد بأن التعذيب الوحشي الذي تعرض له أثناء التحقيق أجبره على الاعتراف، إلا أن القاضي رفض الاستماع للرد.
وتعليقًا على حكم الإعدام الصادر بحق المتهمين، طالب المدير التنفيذي لدى مواطنة لحقوق الإنسان، عبدالرشيد الفقيه، بإلغاء تلك الأحكام، قائلًا: “تعتري محاكمة المتهمين المقرر إعدامهم اليوم عيوب جوهرية وخروقات جسيمة للقانون اليمني النافذ ولمباديء وشروط المحاكمة العادلة ، يجب على سلطات الحوثيين وقف قرار الإعدام وتجنب الإقدام على جريمة مروعة”.