للحياة مواقف بشعة، تضع الإنسان في اختبار حقيقي، وضغوط صعبة، يراها حائط سد، لايستطيع أن يستكمل حياته بعدها، فمهما كانت صعوبات الحياة، هناك مواقف أصعب من أخرى، وفي هذه الليلة كان "سيف" على موعد مع أصعب مواقف حياته.
حلم لم يتحقق
"سيف" شاب طموح، لم ينتظر بعد تخرجه سوى شهور قليلة، وكان قد حصل على فرصة عمل في شركة مرموقة، في وظيفة رائعة في تخصصه الذي درسه، ومرتب كبير مقارنة بشاب مازال يبدأ حياته، وبعد تخرجه بأسابيع وأثناء جلوسه فقي مكتبه صباحًأ يتناول فنجان قهوته ويحضر أوراق خاصة بإجتماع هام، زار خياله طيف فتاة رقيقة طالما أحبها.
"منى" هو طيف الفتاة التي زار خيال سيق وهو في مكتبه، وهي ليست أول مرة، فكثيراً ما اقتحم طيفها خلوته دون استئذان، ليتذكر هذه الفتاة الجميلة التي زاملته في الكلية، ولكنها كانت شديدة الخجل، وهذا أكثر ما أعجبه فيها، وحاول كثيراً خلال سنوات الدراسة أن يكشف لها مشاعره ولكنه كان يتوقف عند آخر لحظة ويعتقد أنه ليس التوقيت المناسب، ويظل يحلم بهذا اليوم.
بعد شهور من آخر مرة قابلها في الكلية أصبح "سيف" على يقين بأن "منى" هي فتاة أحلامه التي يتمنى أن تشاركه حياته، والآن يعتقد أنها اللحظة المناسبة لاتخاذ هذه الخطوة، فهو في وظيفة ثابتة ودخل مناسب، ومساء هذا اليوم كان قد حادث فتاته، وتأكد من أنها تبادله ذات الشعور، وطلب موعداً للتقدم لها مع أسرته.
لقاء الأسرتين الأول لم ينجح، ورفضه أهلها، لأن دخله مازال بسيطا، وعاد محبطا، وقضى شهور لا يستطيع تجاوز هذه الصدمة، ولكنه انغمس في العمل أكثر وأكثر، لينسى صدمته، ومع أول تجربة زواج صالونات حدث النصيب، وتزوج "سحر" وكانت حياتهما عادية هادئة.
مرت ٣ سنوات على زواجه التقليدي، دون أن يرزقا بأطفال، ولكن الحب كان كلما فكر في الأمر انشغل في عمله أكثر، ولذا نال أكثر من ترقية، وأصبح راتبه كبير، ولم يكونا يفكران في أي شيء غير ان يسعد كل منهما الآخر، حتى تم دعوة "سيف" لمؤتمر هام في مدينة ساحلية، واضطر للسفر وحده، وهناك صادف وجهاً يعرفه.
وعرف سيف الوجه الذي صادفه كان وجه "منى" التي أحبها ورفضه أهلها، وراى امام عينيه قصتهما كشريط سينمائي، ليكتشف أنها تعمل في ذات التخصص في شركة أخرى، وتشارك في ذات المؤتمر، بل وهي تقيم في ذات الفندق، كانت صدفة غريبة ولكنها لم تكن مريحة لـ "سيف" الذي شعر أنه أمام موقف ليس جيداً دفعه في دوامة الحيرة.
في أول أيام المؤتمر تأنق وارتدى بذلته رائعة، وذهب إلى قاعة المؤتمر ليجد "منى" التي لازمته طيلة هذا اليوم، وحرصت على الإقتراب منه لتجلس معه وتناول الطعام سوياً، وهو حائر بين شعوره بالإنجذاب من جديد لها، ورفض أهله له، وزواجه بأخرى.
تحدثت معه "منى" وصارحته بأنها مازالت تفكر فيه، وتريده زوجا، خاصة وأن وضعه الوظيفي بات يسمح بموافقة أهلها، وأنها لا تعترض على كونها زوجة ثانية، وهنا تضاعفت دوامة الحيرة، ليخفق قلبه ثانية، ويتذكر كيف كان يحبها، وفي هذه الليلة وبعد يوم شاق في المؤتمر، فكر وقرر أن يترك لقلبه فرصة التفكير مرة اخرى.
صدمة قبل الإعتراف
طيلة رحلة الطائرة إلى مدينته وهو يفكر، ومع الهبوط في المطار كان قد اتخذ قراره بأن يعترف لزوجته وليحدث ما يحدث، فهو بات يرى أن الأمر يستحق أن يكمل قلبه مع نصفه الآخر الذي طالما حلم أن يشاركه حياته، ومع دخول باب شقته كانت الصدمة كبيرة، فقد استقبلته زوجته بنظرة حب، وكشفت خبر أنها حامل، بعد سنوات انتظار، ليسكت عما كان ينوي قوله، ويحتضنها وهو مندهش.
المصدر - اوبرا نيوز