«عصام» الذي يعمل ليل نهار من اجل ان يوفر الطعام لأولادة، حيث تزوج منذ 10 سنوات، ولكن توفت زوجته اثناء وضعها ابنها الاخير «عمر» الذي يبلغ من العمر 3 سنوات، وتركت بنت وولد اخرين، اكبرهم «ابتسام» والتي تبلغ من العمر 6 سنوات، بينما «سعيد» هو المتوسط، ويبلغ من العمر 5 سنوات.
ولكن كما يقول المثل الدارج : «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن» حيث ان عم «عصام» كان يعمل في شركة خاصة لنظافة الطرق، واثناء عودته من عمله، اصطدمت به سيارة، وهو يعبر الطريق، ونقل الى إحدى المستشفيات، وتم بتر «يده» على اثر الحادث.
ولكن اثناء تواجد عم «عصام» بداخل المستشفى، تذكر ان اطفاله الثلاثة ينتظروه، في الحجرة التي يسكونوا فيها، دون ان يعلموا عنه شيء، بجانب كونهم لم يتناولوا اي طعام منذ امس، لا سيما وانه الوحيد المسئول عن إطعامهم، فخرج عم «عصام» مسرعاً من المستشفى، دون ان يستكمل علاجه، من اجل ان يلحق اطفاله الثلاثة.
وعندما عاد الى المنزل، وجد اطفاله في إنتظارة، ولم يتنولوا اي طعام، وبالفعل إستطاع عم «عصام» ان يشتري بأخر اموال معه، بعض الأشياء القليلة واطعمهم، وفي اليوم الثاني، ذهب الى العمل رغم مرضه الشديد، من اجل ان يجلب لأطفاله اموال لإطعامهم، ولكن تفاجيء ان اصحاب العمل لا يردوه ان يعمل في ظل إصابته، حيث انه بات لا يستطيع ان ينظف كما كان يفعل.
هنا عاد عم «عصام» الى المنزل وهو يأن من الصدمة، التي انتابته بسبب طرده من العمل، ومع مرور الوقت جاع اطفاله، وطالبوه بالطعام، ولكنه لم يستطيع ان يشتري لهم، في تلك المرة، خاصة وانه لم يكن معه اي اموال من اجل ذلك، ولكنه خرج الى الشارع، في محاولة منه، للبحث عن اي مصدر رزق له، ولكنه لم يجد بعد محاولات عديدة، بسبب إعاقته التي تسبب فيها الحادث.
فتدرع الى الله عز وجل، وطالبه ان يخرجه من تلك الأزمة، ويطعم اطفاله، وبعد مرور اكثر من ثلاث ساعات، قرر عم عصام ان يعود حجرته، واثناء عودته حدثت المفاجأة، حيث وقعت قدمه بداخل حفرة متوسطة الحجم، تلك الحفرة موجوده في الزراعات، بالقرب من كان سكنه، وبالنظر داخل الحفرة، اكتشف شيء، يعكس الضوء.
فمد يده بداخل الحفرة، وامسك بهذا الشيء فوجده إناء مصنوع من الفخار، وبداخله اكثر من كيلو ذهب، ومن الواضح بأنه حديث، واكتشف ورقة مكتوب عليها رسالة بالإنجليزي، ترجمها فيما بعد فكان مضمونها، ان ذلك الذهب خاص بجنود، مروا من تلك المنطقة في الحرب العالمية الثانية، واحدهم اخفى ذلك، الذهب، على امل ان يعود له مرة ثانية، ولكنه لم يستطيع لسبب ما".
وبالفعل اخذ عم عصام الذهب، وذهب الى احد محلات الصاغه، وباعه بأكثر من 100 الف جنيه، وعاد الى منزله وجلب لأطفاله الطعام، كما قام بشراء كشك حتى يبيع فيه لكسب رزق يومه ويطعم اولاده، حتى لا يجوعوا مرة ثانية.