خلافا لكل التداولات نشر نائب رئيس الدائرة الإعلامية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح، فيديو يتضمن إفادة أولية للسائق الذي نقل الشاب المغدور به، عبدالملك أنور السنباني، وما حدث له في نقطة طور الباحة بمحافظة لحج (جنوب اليمن). وقال السائق، احمد علي ابراهيم العريفي (50 عاما) الذي ينحدر من محافظة تعز (جنوب غرب اليمن) إنه نقل الشاب عبد الملك السنباني من منطقة "الفرشة" عقب خروجه من مطار عدن الدولي، حيث كان يتسابق عليه السائقون، فاقترح عليه الذهاب معه إلى تعز فوافق مباشرة.
وأوضح السائق العريفي أن افراد النقطة في طور الباحة استوقفوه وطلبوا أوراقه، بعدها طالبوا بتفتيش الحقائب التي كانت في السيارة. وأشار العريفي إلى أن الجندي طلب منه النزول من السيارة وما كان من عبدالملك السنباني إلا النزول معه رغم أنه طلب منه عدم النزول من سيارته. ولفت العريفي إلى أن الجندي عقب تفتيش الحقائب التي لم يكن فيها سوى ملابس السائق والراكب السنباني، اتهمه بتوزيع دولارات ونفى ذلك وأخبره أن يتحدث إلى الراكب وما إذا كان لديه دولارات بحكم أنه عائد من أمريكا. وقال السائق العريفي إن الجندي طلب الجواز من السنباني إلا أنه رفض قائلا إنه قام بتمزيقه وبعد ضغط سلّمه الجواز وكان سليماً، وبتقليب الجواز توقف الشاب عند صورته وقال هذه هي صورتي.
وزعم السائق العريفي أن عبدالملك السنباني كان يعاني من "حالة نفسية" ولديه علبة دواء في حقيبته، وانه قبل وصوله إلى النقطة طلب منه العودة إلى صنعاء وأنه سأله إذا كان مريضا فأجابه بـ"نعم". وبحسب السائق العريفي قام السنباني بالتشاجر مع الجندي الذي احتجز جوازه بتهمة توزيع دولارات، ثم توجه الشاب صوب الجندي وأخذ جوازه وشهادة ميلاده بالقوة وفرّ من أمام النقطة فقام الجنود باطلاق النار بشكل سريع منهم من كان يطلق في الهواء ومنهم من كان يطلق باتجاهه عندها مباشرة سقط. وقال السائق إن عبدالملك السنباني رفض الصعود مع الطقم لاسعافه إلى المستشفى فقام هو باخذه على متن سيارته وعندما وصلوا إلى شارع ترابي فرعي خاف الشاب وظل يصرخ "سيقتلوني سيقتلوني وين توديني" وقفز من السيارة، وظل يجري وكان مظهره رثاً جراء الخوف والهلع، ليلحقه السائق وقائد الطقم صعد إلى مرتفع وظل يتقاذف بالأحجار مع الجنود عندها أطلق أحد الجنود الرصاص باتجاه الشاب فسقط وتم أخذه وتقييده".
وأفاد السائق العريفي أن "عبدالملك السنباني كان على جسده كدمات جراء سقوطه في الارض أثناء المطاردة وعند نقله وهو مقيد، وأثناء نقله إلى المستوصف لم يكن عليه أي آثار دم وعند وصوله إلى النقطة كان هناك دم يخرج من فمه إلا أن قلبه كان مايزال ينبض". وذكر المركز الامريكي للعدالة أن قوات الحزام الأمني التابع للمجلس الإنتقالي قامت يوم الأربعاء الماضي باحتجاز الشاب اليمني عبدالملك أنور أحمد السنباني (في العشرينيات من عمره) أثناء عودته من امريكا ومن ثم نهب كل ما بحوزته وتصفيته وقتله. ونقل المركز في بيان - اطلع عليه "المشهد الخليجي" - عن أسرة السنباني القول إن ولدهم عبدالملك المغترب في امريكا منذ عشر سنوات والذي كان عائدا في زيارة عائلية لأسرته عبر مطار عدن ومن ثم توجه برا نحو أسرته التي تقطن محافظة ذمار وسط اليمن.
وأوضحت الأسرة إنها كانت على تواصل مستمر مع عبدالملك أثناء رحلته قبل ان ينقطع التواصل معه ظهر يوم الأربعاء، ليتفاجئوا يومها بوسائل إعلامية وتصريحات لمسؤولين في طور الباحة تتحدث عن القبض على أبنهم بتهمة انتمائه لجماعة الحوثي وحيازته مبالغ مالية من الدولارات. وأشارت الأسرة إلى أنها سارعت بالسفر إلى عدن لمعرفة الملابسات ومصير ابنها ولكنها تفاجئت بتواجد جثته الضحية في ثلاجة المستشفى الجمهوري بعدن بعد أن تم تعذيبه وقتله. وبحسب بيان المركزي الامريكي للعدالة "تؤكد المعلومات الأولية إلى ان نقطة عسكرية تابعة للواء التاسع صاعقة قطاع مديرية طور الباحة في محافظة لحج، قامت باحتجاز السنباني ومن ثم تقييده وتعذيبه وقتله، حيث تظهر في جسده علامات تعذيب واثار ثلاث طلقات في ظهره ورابعة في رجله حسب أسرة السنباني".