اصدر اللواء التاسع صاعقة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الجمعة، بيانا بشأن جريمة قتل الشاب اليمني العائد من أمريكا عبدالملك السنباني، حيث وصفه بـ"المشتبه به"، زاعما أن سبب الوفاة سقوطه من الطقم العسكري أثناء نقله من مقر الاحتجاز، في حين طالبت قبائل الصبيحة بالقصاص من القتلة معلنة تبرأها منهم. وأثارت قضية مقتل الشاب المغترب في الولايات المتحدة الامريكية، عبدالملك السنباني، من قبل إحدى النقاط التابعة للمجلس الانتقالي لجنوبي في محافظة لحج (جنوب اليمن) غضباً واسعاً في أوساط اليمنيين.
وادعى بيان صادر عن مصدر عسكري من قطاع طور الباحة التابع للواء التاسع صاعقة الذي يقوده، فاروق الكعلولي أن "الشاب السنباني لم يودع في السجن كما ورد في وسائل الإعلام، وما حصل له حادث مروري إثر سقوطه من السيارة وأثناء إسعافه إلى مستشفى بي بي بالبريقة". في غضون ذلك، أعلنت الناطق باسم جبهة الصبيحة، أحمد عاطف الصبيحي، براءتهم من مرتكبي جريمة مقتل الشاب اليمني الذي يحمل الجنسية الأمريكية عبدالملك السنباني. وقال الصبيحي في بيان متداول: "كما نطالب دائما بالقصاص من قتلة أبناء جلدتنا الصبيحة فإننا اليوم نطالب بالقصاص لعابر السبيل القادم من امريكا عائدا إلى أهله وذويه". وناشد الصبيحي قيادة اللواء التاسع صاعقة "بالانتصار لروح القانون وسرعة اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة على كل الافراد المشاركين في ما حصل لعابر السبيل السنباني وتقديمهم للعدالة في اسرع وقت ممكن لينالوا جزاءهم الرادع جراء ما اقترفوه من ذنب، فارواح الناس ودماءهم ليست رخيصة".
وقال الصبيحي: "لافرق في تنفيذ شرع الله بين ابيض ولا اسود ولا شمالي ولا جنوبي كل الناس سواسيه أمام شرع الله". وذكر المركز الامريكي للعدالة أن قوات الحزام الأمني التابع للمجلس الإنتقالي قامت يوم الأربعاء الماضي باحتجاز الشاب اليمني عبدالملك أنور أحمد السنباني (في العشرينيات من عمره) أثناء عودته من امريكا ومن ثم نهب كل ما بحوزته وتصفيته وقتله. ونقل المركز في بيان - اطلع عليه "المشهد الخليجي" - عن أسرة السنباني القول إن ولدهم عبدالملك المغترب في امريكا منذ عشر سنوات والذي كان عائدا في زيارة عائلية لأسرته عبر مطار عدن ومن ثم توجه برا نحو أسرته التي تقطن محافظة ذمار وسط اليمن.
وأوضحت الأسرة إنها كانت على تواصل مستمر مع عبدالملك أثناء رحلته قبل ان ينقطع التواصل معه ظهر يوم الأربعاء، ليتفاجئوا يومها بوسائل إعلامية وتصريحات لمسؤولين في طور الباحة تتحدث عن القبض على أبنهم بتهمة انتمائه لجماعة الحوثي وحيازته مبالغ مالية من الدولارات. وأشارت الأسرة إلى أنها سارعت بالسفر إلى عدن لمعرفة الملابسات ومصير ابنها ولكنها تفاجئت بتواجد جثته الضحية في ثلاجة المستشفى الجمهوري بعدن بعد أن تم تعذيبه وقتله. وبحسب بيان المركزي الامريكي للعدالة "تؤكد المعلومات الأولية إلى ان نقطة عسكرية تابعة للواء التاسع صاعقة قطاع مديرية طور الباحة في محافظة لحج، قامت باحتجاز السنباني ومن ثم تقييده وتعذيبه وقتله، حيث تظهر في جسده علامات تعذيب واثار ثلاث طلقات في ظهره ورابعة في رجله حسب أسرة السنباني". من جانبهم قال نشطاء حقوقيون إن "عناصر النقطة في طور الباحة حاولوا إبتزاز عبدالملك السنباني بما لديه من مبالغ مالية فرفض الشاب إعطائهم أي مبلغ فما كان منهم إلا أن أعتقلوه بتهمة أنه قيادي حوثي، وبدلا من أخذه إلى نقطة أمنية أو عسكرية لمحاكمته وجد المواطنون جثتة اليوم وعليها ثلاث طلقات من الخلف ويديه مقيده للخلف".
في السياق، نعت تسنيم السنباني شقيقها عبدالملك قائلة: "كيف أبدأ الكلام ولم تكن لي مجرد أخ، كنت صديقي وحبيبي والحياة كلها". وأضافت تسنيم: "أخي يا وحيدنا وسند أمي وخواتي كسرت ظهري، لو بس خليتني أشوفك بس قبل ما تسير، أكثر من سبع سنوات وانا منتظرة هذه اللحظة بفارغ الصبر، سبع سنين ولا قالت لك امريكا حاجة وتجي بلادك ويقتلوك، قتلوك وموتني".