استنفرت قيادات جماعة الحوثي الإنقلابية بشكل غير مسبوق في مناطق سيطرتها خلال الأيام الماضية بحثاً عن مقاتلين جدد لتعويض النقص في أعداد مسلحيهم بعد مصرعه الألاف منهم في جبهات القتال .
وذكرت مصادر محلية أن قيادات حوثية تعقد لقاءات مع مشرفي الجماعة الموزعين في كل الأحياء السكنية، ووجهوا بتدشين حملات وفعاليات للحشد والتعبئة العسكرية للجبهات.
يأتي ذلك استجابة لتوجيهات زعيم الميليشيا المدعو عبدالملك الحوثي، الداعية للاستقطاب والتحشيد للجبهات من أجل مواصلة الحرب، فيما أكدت مصادر محلية أن محاولات التحشيد الحوثية واجهت فتور شديد في أوساط المواطنين والمناطق القبلية.
وكشفت مصادر مطلعة في صنعاء، أن القيادي الحوثي خالد المداني أحد المقربين من زعيم الجماعة والمسؤول المباشر عن السلطة المحلية في العاصمة، كثف من تحركاته من أجل حشد المجندين لا سيما في المدارس والمساجد والمصالح الحكومية، حيث عقد اجتماعات عدة في مختلف مديريات المدينة وأحيائها، ضمن عملية التحشيد والتعبئة للقتال.
وفي ذات السياق اعترفت المصادر الرسمية للجماعة بأن المداني إلى جانب القيادي الآخر حمود عباد المعين أميناً للعاصمة، عقدا اجتماعاً أمس (السبت) لمناقشة جهود التحشيد ورفد الجبهات.
ونقلت النسخة الحوثية من وكالة سبأ أن الاجتماع الذي ضم مشرفي الجماعة في المديريات تطرق إلى أولويات متابعة تنفيذ خطة التحشيد والتعبئة العامة، ورفد الجبهات وتعزيز صمود وتماسك الجبهة الداخلية.
وقالت المصادر الرسمية للميليشيات إن القياديين – وهما من المتهمين بشكل مباشر من قبل المنظمات الحقوقية باستقطاب الأطفال وتجنيدهم – شددا على المشرفين من أجل مضاعفة الجهود لتعزيز الأداء واستمرار التحشيد ورفد الجبهات.
ومن المقرر أن يبدأ المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن هانس غروندبرغ عمله رسمياً هذه الأيام لاستئناف الجهود التي بذلها سلفه مارتن غريفيث لإحلال السلام وإقناع الحوثيين بوقف الحرب.
ويشكك الكثير من المراقبين اليمنيين في نجاح مهمة المبعوث غروندبرغ، لجهة التعنت الحوثي المعهود، وبسبب عقيدة الجماعة القائمة على استمرار الحرب والرغبة في السيطرة على اليمن بقوة السلاح لخدمة الأجندة الإيرانية.