في 6 يونيو 1983، رحل عن عالمنا الفنان محمود المليجي أثناء تصوير فيلم آدم مع الفنان العالمي عمر الشريف، المليجي هذا الفنان الذى عرف بين زملائه بالطيبة والخجل كان يتحول أمام الكاميرا إلى غول تمثيل، ويتقمص الشخصية حتى لا تصدق أنه هو ذاك الرجل الطيب الخجول.
واستطاع المليجي أن يتقمص كل أدواره وأن يعيش فيها ويقدمها بصدق حتى أنه تقمص مشهد الموت فى أخر أفلامه، فمات بالفعل، لقد أحب الفنان محمود المليجي التمثيل و "مات" فيه حرفيا.
وتحدث المخرج الكبير هانى لاشين مخرج فيلم أيوب في حلقة خاصة عن المليجي في قناة نايل سينما: "قعدنا على ترابيزة بنستعد بالمكياج وجلس الفنانان الكبيران المليجى وعمر الشريف يشربان القهوة، وكان من المفترض طبقا للسيناريو أن يوجه المليجى حديثه لعمر الشريف.
وكُتب في السيناريو أن يقول المليجي لعمر الشريف: "الحياة دى غريبة جدًا، الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام ويشخر، وقام بخفض رأسه كأنه نائم على الكرسى، وأصدر صوت شخير كأنه مستغرق فى النوم".
وأضاف لاشين أن جميع الموجودين نظروا إلى المليجى بدهشة وإعجاب من روعة تمثيله، وقال له عمر الشريف:"إيه يا محمود خلاص بقى اصحى".
لكن كانت المفاجأة أن المليجى لفظ بالفعل أنفاسه الأخيرة، فمات وهو يؤدى مشهد الموت، وقبل وفاته طلب أن يشرب فنجان قهوة مع عمر الشريف، وكان هذا أخر ما طلبه.
وتزوج الفنان الكبير محمود المليجى من الفنانة عُلوية جميل في ١٩٣٩ واستمر زواجهما ٤٤ عاماً حتى رحيله، وعند وفاته لم يستطع المخرج هاني لاشين إخبار زوجته أن المليجي مات فقالوا لها إنه يعاني من إغماءة بسيطة، وتم الاتصال بالطبيب ليعلن هو الوفاة لتقل الصدمة عليها.
ومن المواقف المثيرة عن المليجي التي حكاها في مذكراته، حينما كتب عن دفنه لشقيقته حية، حيث كانت شقيقته تعاني من المرض لمدة 20 عاما ثم توفيت وقام بدفنها بنفسه.
ويقول المليجي في مذكراته: "بعد سنوات طويلة، ذهبت إلى المقابر لدفن أحد أقاربي، وعند فتح المقبرة، وجدت شقيقتي في مكان آخر غير الذي وضعتها به، وحينها تأكدت بأنها كانت في غيبوبة وكانت على قيد الحياة عندما دفنتها".