الفنان "عبدالفتاح القصري" من مواليد 15 ابريل 1905 في الجمالية بالقاهرة، كان والده يعمل في صناعة وصياغة الذهب وبيعه للطبقات الراقيه فكان ثريا ميسور الحال.
التحق عبدالفتاح القصري بمدارس الفيرير الفرنسية لذا كان القصري يجيد الفرنسية بطلاقة، وبعد فترة طلب من والده ترك الدراسة وان يساعده في اعماله وبالفعل ترك المدرسة ولكنه لم يستمر طويلا في العمل مع والده حيث كان دائم السهر خارج المنزل لمشاهدة الفرق المسرحية فتعلق بالفن.
التحق بفرقة عبدالرحمن رشدي وفي يوم من الأيام جاءه احد الاشخاص وقال له ان الاستاذ نجيب الريحاني يريد مقابلتك فلم يصدق نفسه من الفرح.
ذهب لمقابلة نجيب الريحاني فقال له الريحاني انه تنكر لدخول فرقة عبدالرحمن رشدي لكي اشاهدك لأنني سمعت بموهبتك في التمثيل واود ان تنضم الي فرقتي، ترك فرقة عبدالرحمن رشدي والتحق بفرقة نجيب الريحاني فأصبح المنتجون يقبلون عليه.
ثم حدثت مشكله بينه وبين مدير فرقة الريحاني "بديع خيري" فترك الفرقة ثم عمل مع الفنان إسماعيل ياسين وقدم اول افلامه واسمه "المعلم بحبح" سنة 1935 وتوالت الأعمال فمثل "سي عمر" و "لعبة الست"، شارك في 64 فيلم واخرها فيلم سكر هانم مع عبدالمنعم ابراهيم وكمال الشناوي.
ارسل اليه والده وطلب منه ان يترك الفن وان يعود لمساعدته وقال له والده ان مايملكه اكبر بكثير مما تربحه من عملك في الفن فرفض القصري مما أدي الي ان حرمه والده من الميراث.
اولي زواجاته انتهت بالطلاق حيث انها لم تنجب ثم اكتشف بعد ذلك انه هو الذي لا ينجب، بعد ذلك تزوج مرة اخري وايضا لم تنجب فطلقها، ثم تزوج مرة اخري.
في احد المرات شاهد طفل صغير ينام في الشارع وكان يعمل في احدي محلات البقالة وبعد ان يغلق المحل ينام في الشارع حتي الصباح، فأخذه القصري ورباه واعتبره ابنه بالتبني، في البداية رفضت زوجته وجود هذا الطفل في المنزل ولكنه صمم علي اقامته معهم، فتركت المنزل.
بعد ذلك تزوج للمرة الرابعه وقد كانت ممرضة تعرف عليها اثناء اقامته في احد المستشفيات للعلاج وقد كانت اصغر منه ب 35 عاما فتزوجها، بعد فتره جعلته يكتب جميع املاكه بإسمها ومنعته من التواصل مع اهله.
وفي احدي مسرحياته مع اسماعيل ياسين واثناء وقوفه امام الجمهور قال "انا لا أري شىء" فضحك الجمهور ظنا منهم ان هذا تمثيل ولكن صديقه اسماعيل ياسين ادرك ان القصري فقد نظره فأمسكه من يده واجلسه علي كرسي خلف الكواليس.
جلس في بيته وترك العمل ولكن زوجته اساءت معاملته فخانته مع ابنه بالتبني ثم قامت بإحضار مأذون وجعلته يطلقها من القصري وبعد عدة شهور احضرت المأذون ليزوجها من ابن القصري بالتبني وجعلت القصري يوقع شاهدا علي العقد.
وفي احد الايام جاءت الفنانتين ماري منيب ونجوي سالم للسؤال عن القصري في بيته فقالت لهم زوجته انه غير موجود وعندما حضروا اكثر من مره وفي كل مره تنفي زوجته وجوده حضروا ومعهم بعض زملاءه وبعض الصحفيين وعندما انكرت وجوده اقتحموا البيت وأخذوا ينادون عليه حتي سمعهم فأستغاث بهم فوجوده في غرفة مغلقة كسروا الباب فوجدوه مربوطا بجوار السرير فأخذوه وادخلوه المستشفي.
كانت صحته متدهورة نتيجة نقص السكر في الدم من قلة الطعام حيث كان مصابا بالسكر وبعد فترة تحسنت صحته قليلا فأجروا له احدي الشقق واحضروا اخت له تكبره في السن لم تتزوج لتقوم برعايته وخصصوا لهم مبلغا شهريا.
بعد فترة زاد عليه المرض فأدخلوه مستشفي "المبره" وفي يوم الأحد 8 مارس 1964 انتقل الي رحمة الله، الذين مشوا في جنازته ستة اشخاص منهم اخته ونجوي سالم.