ليس من أشهر أفلامه، لكنه ترك في نفسيته حزنا كشفه في أحد حواراته الصحفية بجريدة المصّور، وفي الحوار المطول يتحدث الراحل الفنان أحمد زكي عن فيلم البطل، وكيف عمل مع الفنانين- قبل الشهرة- محمد هنيدي والمطرب مصطفى قمر.
يقول أحمد زكي عن فيلم البطل، إنه أخطأ في قبول هذا الفيلم، وأن معظم الانتقادات اللاذعة التي انهالت عليه، كانت متوقعة وصحيحة، مضيفا: "بعد التصوير أصبح عندي حالة من القرف، أشعرتني بالحاجة إلى إحساس بالأمان والاطمئنان والاحتضان، أعترف أنني أخطأت في فيلم معين، لكن لا يجب أن يكون المقابل أن أتبهدل بهذا الشكل".
فيلم البطل هو أول تعاقد للفنان الكبير مع شركة العدل جروب، وحدثت بينهما عدة خلافات في البداية، لكنه أكمل الفيلم.
يضيف: "كان من واجب المنتج والمخرج أن يستعينا بالطاقم الفني الذي يتناسب معي باعتباري أنا بطل الفيلم، ووجدتني في حيرة من أمري، أنا فعلًا معجب بكل من محمد هنيدي وهو فنان له مستقبل في مجال التمثيل الكوميدي، وكذلك المطرب مصطفى قمر وهو واعد في مجال الغناء، وكنت مستعدا أن أنتج لهما فيلمًا لكن ليس معنى هذا أن يقفا أمامي في فيلم البطل، ولو أنني اعترضت على وجودهما لاتهمت بالوقوف في طريق الوجوه الجديدة، ولو وافقت فلا يجب أن أكون صديقًا لهما".
وتابع: "حسن النية الذي تعاملت به في الفيلم كان سببا في وقوعي بالفخ.. وكانت النتيجة أنني جاملت على حساب تاريخي وخبرتي".
وفي ذكرى ميلاد الفنان الراحل أحمد زكي 2018، والتي توافق يوم 18 نوفمبر، تذكر الفنان محمد هنيدي نصيحة غريبة وجهها له الفنان الراحل، خلال اشتراكه معه في فيلم "البطل".
هنيدي قال: "في فيلم البطل كان فيه مشهد ماشيين بضهرنا.. فاستاذنا أحمد زكي وقف التصوير وقالي مابتمثلش ليه.. قولتله المشهد بضهري.. قالي حتى بضهرك لازم تمثل.. وبعدها مثلت فعلا بضهري زي ما طلب.. احمد زكي».
يذكر أن أحمد زكي من مواليد 18 نوفمبر عام 1949، وتوفي في 27 مارس 2005 بعد صراع طويل مع مرض سرطان الرئة، وكان لم ينتهي من استكمال باقي تصوير فيلم “حليم” الّذي كان آخر أفلامه، وتمّ عرض الفيلم بعد وفاته عام 2006.
ويعد أحمد زكي من أبرز نجوم السينما المصرية، حيث انه أثرى الفن بالكثير من الأعمال الهامة، ومنها: ” البريء”، و”الهروب”، و”أيام السادات”، و”أضحك الصورة تطلع حلوة”، و”المدمن”، و”النمر الأسود”، و”امرأة واحدة لا تكفي”، و”زوجة رجل مهم”.
"البطل" فيلم من إنتاج 1997 بطولة أحمد زكي ومصطفى قمر ومحمد هنيدي. أخرجه مجدي أحمد علي.
ويحكي قصة الإسكندرية عشية ثورة 1919 في مصر، إذ تجمع الصداقة بين حودة النجار الذي يهوى الملاكمة، وبيترو الذي يهوى الغناء، وحسن عامل المطبعة الذي يؤمن بالثورة.
تتبادل فاطمة شقيقة حودة الحب مع حسين ، ويتزوجان، ثم تقوم الثورة، ويحقق حودة حلمه في مصافحة زعيمها سعد زغلول، كما يحقق حلمه في الاشتراك في أولمبياد 1924 كملاكم، ولكنة يهزم بسبب انحياز الحكم.
يسجن حسن بسبب اشتراكه في مقاومة الاحتلال البريطاني ، ويتزوج حودة من جارتة حنيفة، يلقى حسن مصرعه برصاص قوات الاحتلال، ويتمكن حودة من الاشتراك في أولمبياد 1928 وتحقيق الفوز.