أبلغ الأمين العام المساعد في إدارتي الشؤون السياسية وشؤون بناء السلام في الأمم المتحدة، محمد الخياري، الإثنين، مجلس الأمن الدولي بعدم إحراز أي تقدم في محادثات وقف إطلاق النار باليمن وأن الحوثيون يضعون شروطا مسبقة لاستئناف المفاوضات السياسية.
وقال الخياري في إحاطة قدمها خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن اليمن، إنه "منذ انعقاد آخر جلسة للمجلس بشأن اليمن لم يتحقق أي تقدم آخر في الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق يستند إلى خطة النقاط الأربع المقدمة إلى الأطراف".
وتتألف النقاط الأربع من: وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإعادة فتح مطار صنعاء وتخفيف القيود المفروضة على تدفق الوقود والسلع الأساسية الأخرى عبر ميناء الحديدة واستئناف المفاوضات السياسية المباشرة بين الأطراف اليمنية.
وأضاف "لقد استمر الحوثيون في اشتراط فتح موانئ الحديدة ومطار صنعاء، فضلاً عن إنهاء ما يسمونه "العدوان والاحتلال" قبل استئناف مشاركتهم في عملية السلام". لافتًا إلى أنه لم يُحدد أي موعد لاستئناف هذه الجهود.
وأشار الخياري إلى تعثر المفاوضات بشأن اتفاق الرياض والتي كانت تركز على عودة رئيس الوزراء وغيره من الوزراء إلى عدن بعد عطلة العيد في شهر يوليو/تموز.
وقال "لا يزال إحراز تقدم سريع بشأن تنفيذ اتفاق الرياض أمراً حيوياً لمعالجة التوترات في الجنوب، خاصة وأن الحالة الأمنية في عدن والمحافظات الجنوبية لا تزال تتدهور".
وأضاف أن "هذا الوضع يتفاقم أيضاً بسبب استمرار المشاكل المتعلقة بتوفير الخدمات الأساسية، بما في ذلك إمدادات الكهرباء، على الرغم من التحويلات السعودية لمنح الوقود، وقد صاحب ذلك المزيد من الاحتجاجات في عدن وغيرها من مناطق المحافظات الجنوبية، مما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد".
وطالب طرفي اتفاق الرياض (الحكومة والمجلس الانتقالي) بالتعاون من أجل تجنب هذا السيناريو.
وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تم توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، برعاية سعودية ودعم أممي، بهدف حل الخلافات بين الطرفين.
ورغم تشكل حكومة مناصفة في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلا أنه لم يتم إحراز تقدم ملحوظ في مسألة تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، خصوصا دمج قوات الجيش والأمن التابعة للحكومة والمجلس الانتقالي، تحت قيادة وزارتي الداخلية والدفاع.
وحول الوضع العسكري، قال الخياري إن نشاطه لا يزال بين مدٍ وجزر وأن مأرب تظل هي المحور الاستراتيجي الرئيسي. لافتًا إلى أنه تم رصد قتال متقطع في محافظات الجوف وتعز.
وأشار إلى أن الطرق الرئيسية المؤدية إلى مأرب أصبحت الآن أكثر تهديداً على نحو خطير. داعيًا جميع الأطراف بأن تنهي تماماً وفوراً هذه المحاولات لتحقيق مكاسب على الأرض بالقوة.
كما شدد على ضرورة استئناف العملية السياسية الشاملة التي يقودها اليمن للتوصل إلى حل تفاوضي للصراع. داعيًا جميع الأطراف وأصحاب المصلحة، إلى تقديم دعمهم وتعاونهم الكاملين إلى المبعوث الجديد غروندبرغ في جهوده المقبلة.
وتبذل الأمم المتحدة منذ سنوات جهودا لوقف القتال في اليمن، وإقناع الأطراف بالعودة إلى طاولة المفاوضات، لكن مبعوثها أخفق في تحقيق أي تقدم يذكر خصوصا على صعيد اتفاق استوكهولم الذي تم توقيعه في ديسمبر 2018 ومازال حبرا على ورق حتى الآن.
ومنذ ستة أعوام يشهد اليمن حرباً بين القوات الحكومية والحوثيين، وضاعف الوضع تعقيدا التدخل السعودي الإماراتي، الذي لجأ للسيطرة على الجزر والموانئ اليمنية، وأنشأ تشكيلات مسلحة غير خاضعة للحكومة الشرعية، ومول انقلابا آخر في عدن.