مذكرات سعاد حسني التي كتبتها أكدت فيها أن صفوت الشريف حين كان أمين عام الحزب الوطني المحل، صوّر لها 18 فيلما إباحيا خلال فترة تعاونها مع المخابرات المصرية، منوهة ان التصوير تم داخل عيادة بعد تخديرها مع صديق تعرفت عليه حديثا ليتكشف فيما بعد انه من المخابرات .
وفي هذ التقرير جزء من التحقيقات التي أجريت مع صفوت الشريف الشهير بموافي ضابط المخابرات السابق، وهو أحد المتهمين في القضية الشهيرة بانحرافات جهاز المخابرات العامة اثناء فترة الستينيات، والتي نُشرت بعد مقتل المرحومة سعاد حسني على شبكة الإنترنت.
ضبط سعاد حسني متلبسة واتهامها بممارسة الجنس مع "جاسوس فرنسي"
صدرت تعليمات تقريباً في مارس 1963 من حسن عليش بأن يكون هناك ضابط مسؤول عن العمليات الخاصة هو ومحمود كامل شوقي وكان في ذلك الوقت رئيساً لمكتب النشاط العام وبدأ يقوم بمهمته تحت إشرافي، وكان أحمد الطاهر تولى التوجيهات في هذا الشأن بناء على التعليمات الصادرة له من حسن عليش، وقد فوجئت في ذلك اليوم بحضور صلاح نصر رئيس المخابرات إلى غرفة العمليات بصحبة حسن عليش وأشرفا على تنفيذ العملية وأنا تعجبت لحضور صلاح نصر وكان حضوره مفاجأة لي لأن هذه كانت المرة الأولى الذي يحضر بنفسه لتنفيذ عملية كنترول ولم يقل لي أحد أنه سيأتي، وكان يعطينا تعليمات بإتقان التصوير، وقبل وصول صلاح نصر وحسن عليش حضر لنا محمود كامل شوقي كما أن يسري الجزار حضر العملية ايضاً، ولاحظت أثناء تنفيذ العملية أن صلاح نصر أصدر أمراً ليسري الجزار ومحمود كامل شوقي باقتحام غرفة النوم وضبط سعاد حسني متلبسة وقد تم ذلك بالفعل.
عقب ذلك تم اصطحابهما بمعرفتهما وبناء على أوامر من صلاح نصر أيضاً إلى مبنى الأستجواب بإدارة المخابرات وخداعها بأن الشخص الذي كان معها وهو ممدوح كامل هو جاسوس فرنسي وعرض عليها يسري الجزار في مبنى الأستجواب أن تعمل مع المخابرات مقابل ستر فضيحتها وقد وافقت على ذلك وحررت بناء على طلب يسري تقريراً بالواقعة وظروف تعرفها بممدوح كامل حتى القبض عليها ونموذج شخصي مطبوع يحرره المندوبون ويحتوي على بيانات شخصية عن المندوب وهو نموذج أشبه بالكراسة ويعرف بأسم P.R.Q ونموذج آخر مطبوع عبارة عن إقرار بالموافقة على العمل مع المخابرات يحرره المندوبون أيضاً.
سعاد حسني تشاجرت مع صفوت وجرحته بسكين لتقطيع التفاح
أكدت روز اليوسف أن أوراقا كانت قد كتبتها سعاد حسني بخط يدها “تشرح وتؤكد، بل وتبصم بالعشرة أن سعاد ماتت مقتولة”، وأن فصلا من مذكراتها كانت قد عنونته بـ”يوم مقتلي” يحمل اعترافا واضحا من سعاد بمضايقات صفوت الشريف لها، بل إنها أبلغت الرئيس المخلوع مبارك بذلك، فلم يعرها اهتماما، بل أبلغ الشريف بما ذكرته سعاد، فسافر إليها في لندن ونشبت بينهما معركة استخدمت فيها سعاد سكينا لتقطيع التفاح في جرح الشريف، ولم تخف في الفصل أنها كانت تشك في أن حسني مبارك يعرف ما يفعله الشريف ويباركه.
وذكرت الصحيفة أن سعاد بدأت مذكراتها بقصة سقوطها، وأنها كانت تعشق المرح والحبو وفي نهاية عام 1964 طلبها الضابط “صفوت الشريف” في مكتبه، وكانت أول مرة تقابله، وفي الجلسة فوجئت به يطلب منها العمل معه للصالح العام، وعندما فسر لها، كان ردها أن صفعته بالقلم فعرض عليها أول فيلم صوره لها مع صديق فانهارت بعد أن هددها بهدم حياتها الفنية وقررت العمل معه، كما ذكرت أن عدد الأفلام التي صورها صفوت لسعاد كانت 18 فيلما أبيض وأسود، مدة الفيلم منها 15 دقيقة، أعدت في عيادة لهذا الغرض، وبعد ساعات العمل الرسمية كانت العلاقة عادية مع صديق لها اكتشفت في مكتب صفوت أنه كان عميلا جند لاستدراجها بعد أن وضع لها مخدراً في الشراب.
صفوت الشريف اغتال عبد الحليم حافظ بعد زواجه من سعاد حسني
ونشرت الصحيفة، أن المذكرات في ملخصها تثبت أن سعاد حسني كانت قد تزوجت بالكلمة “زوجتك نفسي” من الفنان عبد الحليم حافظ سرا بعد علاقة غرامية عاصفة انتهت بدراما سقوطها في قبضة صفوت الشريف، حيث كتبت سعاد تقول “لم يكن هناك أحد من المحيط للخليج لا يريد جسد سعاد الذي باعوه بالرخيص”، وتحكي أنها طلبت من صفوت التوقف، لأنها ستتزوج من عبد الحليم حافظ فثار عليها وهددها وأقنعها بأن مستقبلها مع السلطة، وبعدها حكت سعاد أن صفوت دعا عبد الحليم وجعله يشاهد فيلمها الأول فانهار عبد الحليم، وفي طريق عودته لمنزله نزف بشدة وأغلق على نفسه عدة أيام اعتقد من حوله أنه يعاني من أزمة فنية، لكنه كان حزينا، حيث طلب منه صفوت الابتعاد عن سعاد لمصلحة مصر.
وأكدت الصحيفة أن سعاد تؤكد في مذكراتها أن عبد الحليم حافظ عاد إليها ووعدها بأنه سيساعدها، وأنه نجح بالفعل في كشف القصة للرئيس جمال عبد الناصر، فوعد جمال عبد الناصر، عبد الحليم بأنه سينهي القضية، بعدها أصدر جمال عبد الناصر قرارات تاريخية لها دوافع وأسباب سياسية عدة أدت لتحويل عدد من ضباط جهاز المخابرات في فيفري 1968 إلى محكمة الثورة التي حاكمت صفوت الشريف في القضية الشهيرة باسم “انحراف صلاح نصر“.
وبعدها حسب المذكرات، أصدر جمال عبد الناصر قرارات تاريخية في 1968 منع فيها باسم رئيس الجمهورية استغلال المصريات في أي عملية أمنية من هذا النوع، كما طلب عبد الناصر أن يحضروا له أفلام سعاد حسني كلها من واقع أرشيف عملية صفوت الشريف، وأشعل جمال النار في الشرائط، وبعد أن تأكد من أنه أعدمها بنفسه، اتصل بعبد الحليم حافظ وقال له جملة واحدة ذكرتها سعاد في مذكراتها وهي “مبروك.. وعد الحر دين عليه يا حليم”، وأخبر عبد الحليم أنه وسعاد أحرار، لكن عبد الحليم كما كتبت كان لديه شرخ نفسي من ناحيتها منعه عنها حتى مات.
وأكدت سعاد حسني في مذكراتها أن “صفوت الشريف” كان قد أقسم على تدمير عبد الحليم الذي كشف عمليتهم لجمال عبد الناصر بعد ما عاد إلي الوظيفة الحكومية في عهد الرئيس “أنور السادات”، وأن صفوت “هو من دبر أحداث حفل عيد شم النسيم في ابريل 1976 الذي غنى فيه عبد الحليم أول مرة أغنية “قارئة الفنجان” أمام جمهور مدسوس دفع الشريف أجره مسبقا”، وذكرت سعاد أن عبد الحليم “شكا للرئيس السادات بعد أن تأكد أن صفوت وقف وراء ما حدث”، وأكدت أن الشريف حاول قتل عبد الحليم في حادثة سيارة لتبدو حادثة عادية، وذكرت أنه هو الذي وقف بنفس الطريقة وراء مقتل الموسيقار “عمر خورشيد“ في حادثة سيارة.
القذافي عرض 100 مليون جنيه لشراء أفلامها الإباحية
وذكر الكاتب في روز اليوسف، توحيد مجدى، أن سعاد حسني ذكرت في آخر فصل تحت عنوان “لا تنسوني” أن الراحل القذافي عرض على صفوت الشريف في عام 2000 شراء مجموعة أفلامها التي احتفظ صفوت بنسخة منها مقابل مائة مليون جنيه مصري، فوعده صفوت بالتنفيذ عندما يكون الوقت مناسبا، وأن سيف الإسلام القذافي عاين الأفلام لدى صفوت، فكان ذلك سببا رئيسيا لموافقتها على كتابة المذكرات لتكون دفاعا عن شرفها واسمها أمام عشاقها ضد صفوت الشريف.