نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، تقريرا موسعاً حول ما قالت عنها الترتيبات الواضحة التي تجري في سلطنة عمان، لتحديد حاكم جديد للسلطنة بعد قابوس بن سعيد الذي يعاني من تدهور أوضاعه الصحية.
ويقول محرر الشؤون الديبلوماسية باتريك وينتور في التقرير الذي أعده.. “لقد حكم قابوس البلاد لنحو 50 عاما، لكن مرضه العضال أدى إلى تأخر حالته الصحية مؤخرا بشكل حاد وهو ما أدى إلى النقاشات الواضحة لتحديد خليفة له”.
ويضيف “تتضمن إجراءات اختيار خليفة قابوس فتح مظاريف مغلقة في المحكمة العليا في مسقط لتحديد هوية اختيار السلطان لمن يخلفه في حال لم يتفق أعضاء المحكمة على شخص محدد فيما بينهم”.
ويشير الصحفي إلى أن “قابوس عاد منذ أسبوع من بلجيكا حيث كان يتلقى العلاج من إصابته المتكررة بسرطان القولون الذي كان يعاني منه لسنوات رغم أنه كان من المقرر سابقا أن يبقى في المستشفى حتى نهاية الشهر المقبل”.
السلطان قابوس ليس لديه أطفال ولم يعين خليفته علانية، لكنه سجل سرا اختياره في مظروف مختوم موجه إلى مجلس العائلة المالكة. حيث حكمت آل السعيد سلطنة عمان منذ منتصف القرن الثامن عشر.
وتنص المادة 6 من القانون الأساسي للسلطنة على أن الأسرة المالكة يجب أن تختار سلطانًا جديدًا في غضون ثلاثة أيام من خلو المنصب. إذا فشلوا في التوصل إلى اتفاق ، فإن مجلس دفاع الأمة ورئيس المحكمة العليا ورؤساء غرف المجلس الاستشاري سيفتحون معاً المغلف الأول الذي يحتوي على اختيار السلطان قابوس .
ويعتبر الغرض من الحفاظ على سرية اسم من إختاره السلطان ليحكم من بعده، هو ضمان عدم حدوث أي فتنة ولإغلاق الباب على المتربصين للسلطنة مثل عيال زايد في الإمارات.
ويقال إن هناك مظروفين مختومين ، والثاني في قصر ملكي مختلف في مدينة صلالة الساحلية الجنوبية.
وأشارت التقارير المتداولة في عطلة نهاية الأسبوع إلى أن الرسالة المكررة الثانية قيد الاستعداد لنقلها إلى مسقط استعدادًا لفتحها بسبب حالة السلطان الصحية، حسب زعم الصحيفة البريطانية.
وذكرت معظم التقارير أنه سيحتوي على نفس الاسم وأنه موجود فقط في حالة تعذر العثور على الظرف الأول أو إذا احتاج الظرف الأول إلى المصادقة.
في عهد السلطان قابوس ، الذي تلقى تعليمه في بريطانيا ، حافظت سلطنة عمان على دور محايد إلى حد كبير ، وعملت كوسيط في المنطقة ، لا سيما بين إيران والولايات المتحدة بشأن الصفقة النووية المقترحة التي تم توقيعها في نهاية المطاف في عام 2015.
كما كانت موقع المحادثات بين المملكة العربية السعودية و الحوثيين في اليمن.
وسمحت سياسة عمان “الصديقة للجميع والعدو لا أحد” للبلاد بالتطور الاقتصادي. لم تنحاز إلى جانب النزاع الذي دام عامين داخل مجلس التعاون الخليجي بين الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمملكة العربية السعودية من جهة وقطر من ناحية أخرى.
وحافظت بفل سياسات السلطان قابوس على حياديتها في جميع النزاعات واتخذت منهج الحوار لحل أي نزاع بدل سفك الدماء و الدمار، ويتمتع شعبها الذي زرع بداخله الحب و السلام لعقود طويلة من حكمه، بمحبة جميع الشعوب في العالم.
وانتشر على وسائل التواصل الإجتماعي حملات مكثفة للدعاء للسلطان قابوس، انما تدل على كمية الحب التي يتمتع بها من قبل شعبه.