أصدرت أجهزة المخابرات البلجيكية تحذيرا إلى مستخدمي الهواتف الذكية بالدولة، من مخاطر تعرضهم للتجسس من خلال استخدام هواتف محمولة محددة، ويتمثل ذلك، حسبما ذكرت صحيفتا L’Echo و De Tijd، في الأجهزة التابعة لـ ثلاث علامات تجارية شهيرة، تنتجها شركات صينية كبرى.
ووفقا لما ذكره موقع "brusselstimes"، تحظى الهواتف الذكية التي تنتجها الشركات الصينية، من بينها شاومي Xiaomi، وأوبو Oppo، و وان بلس OnePlus، بشعبية كبيرة بين المستهلكين البلجيكيين.
ولكن وفقا للمتحدثة باسم أمن الدولة البلجيكية، إنجريد فان دايلي، فإن أجهزة المخابرات بالدولة، حذرت مالكو الهواتف الذكية الصينية، التي تنتجها وتبيعها العلامات التجارية الثلاثة، من المحتمل أن تكون عرضة للاختراق.
وبالرغم من عدم الكشف عن حالات اختراق ملموسة بالفعل داخل حدود الدولة، إلا أن المتحدثة الرسمية نوهت قائلة: “ننصح المستخدمين بأن يكونوا يقظين، وقد يرجع ذلك الاعتقاد لوجود تفاعل منهجي وعميق بين الشركات المذكورة والحكومة الصينية”.
وأشارت "فان دايلي" في بيانها إلى أن دولا أخرى (وبالتحديد هولندا والولايات المتحدة)، سبق وأن أعربت عن مخاوفها بشأن شركات الاتصالات الصينية الثلاثة، والمخاطر التي قد تنجم من علاقتها بالحكومة في الصين، على الصعيد الأمان فيما يتعلق بالحياة الخاصة والوطنية.
وأوضحت مسئولة أمن الدولة، أن وجود هذا الترابط بين هذه الشركات وأجهزة المخابرات والأمن التابعة لحكومتها مدرج في القانون الوطني، وأضافت "فان دايلي"، أن القانون الصيني الخاص بالاستخبارات الوطنية، يلزم جميع الشركات الصينية بالتعاون مع أجهزة المخابرات.
ولم تستجب شركة شاومي وان بلس للتعليق على هذه الادعاءات على الفور، ولكن في تعليق مسئول شركة أوبو Oppo في بلجيكا، دريس كلوديس، قال: "إن الشركة كانت نشطة في أكثر من 40 دولة حول العالم، وحافظت على علاقات إيجابية مع الحكومات وصناع القرار في البلدان التي تتواجد فيها"، وأضاف: "نحن نعمل وفقا لجميع القوانين واللوائح المحلية المعتمدة".
الجدير بالذكر أنه سبق وأن واجهت هواوي اتهاما مماثلا بعد أن أصدرت بحقها الحكومة الأمريكية، أمر تنفيذيا في مايو 2019، بعد أن اتهم رئيس الولايات المتحدة الأسبق، دونالد ترامب، عملاقة التكنولوجيا الصينية التي أسسها مهندس سابق في الجيش الصيني، قادرة على التجسس على المستخدمين عبر الهواتف الذكية التي تنتجها، وأن معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية التابع لها، تشكل خطرًا على الأمن القومي الأمريكي.
وبموجب الأمر التنفيذي، تم وضع شركة هواوي ضمن قائمة الحظر الأمريكية، مما يمنع الشركات التابعة للدولة من التعامل مع الشركة الصينية، ولم تعد الشركة قادرة على بيع منتجاتها في الولايات المتحدة أو العمل مع شركات أمريكية مثل جوجل Google أو ARM للبرامج الهامة والتراخيص، مما أدى إلى التأثير على أعمال الشركة المصنعة للهواتف الذكية خلال العامين الماضيين، وخروجها من قائمة أفضل 5 شركات لتصنيع الهواتف الذكية الصينية.