قال العضو السابق في فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني باليمن، جريجوري دي جونسن، إن المبعوث الأممي البريطاني مارتن غريفيث محقا في أن يكون متشائما، وهو ثالث مبعوث خاص للأمم المتحدة يحاول ويفشل في إنهاء الحرب في اليمن، لم يقتصر الأمر على فشل غريفيث وأسلافه، ولكن على مدار فتراتهم المتعاقبة، ازداد القتال في اليمن تدريجيًا وبشكل ملحوظ.
وأضاف جريجوري دي جونسن في مقال بعنوان "صفقة كبرى لليمن نشرة "The Arab Gulf States Institute" أن "ما كان في الغالب نزاعًا ثنائيًا كان يتطلب اتفاقًا بين الحوثيين وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، أصبح الآن حربًا متعددة الأوجه مع ما لا يقل عن أربع مجموعات مسلحة محلية رئيسية ومجموعة متنوعة من القوى الخارجية، وكلها لابد أن توقع على أي اتفاق سلام شامل".
وأكد جريجوري دي جونسن، أن "اليمن بحاجة إلى نهج جديد، وبدون ذلك سيحقق المبعوث الخاص التالي نفس النتائج التي حققها الثلاثة السابقون، وستستمر الحرب، وستتسبب بتدحرج الدولة في مزيد من الانقسام إلى مناطق سياسية مستقلة يسيطر عليها زعيم الحرب الأقوى"، وفق ما أورده موقع "يمن شباب نت".
وتابع الخبير الأممي: "عندما يكون الصراع مستعصيًا على الحل مثل الصراع في اليمن، فإن الخيار المتاح هو محاولة حله على أجزاء، حيث يدفع المفاوضون باتجاه خطوات صغيرة، وتدابير لبناء الثقة، يأملون في أن تدفع الأطراف نحو حل، هذا لن ينجح في اليمن".
وأشار الخبير الأممي إلى أن السنوات الست الأخيرة من الحرب أوضحت أمرين؛ الأول أن الأطراف اليمنية غير قادرة على حل هذا الصراع بمفردها في الواقع، يستفيد الكثير منهم مالياً من القتال ويعتقدون أنه من مصلحتهم على المدى الطويل هي إطالة أمد الصراع، وتتطلب المفاوضات تنازلات واستمرار القتال لا يتطلب ذلك.
وقال الخبير الأممي أن الأمر الثاني يتمثل في أن "حلول الوجبات السريعة والخطوات المؤقتة لن تنجح، حاول غريفيث هذا مرارًا وتكرارًا، حيث أمضى جزءًا كبيرًا من العام الماضي في حملته من أجل "إعلان مشترك" لوقف إطلاق النار على المستوى الوطني والتدابير الإنسانية كخطوة أولى نحو محادثات السلام، هذا لم ينجح وكذلك لم تفعل اتفاقية ستوكهولم في ديسمبر 2018، الصفقة الوحيدة التي تمكن من التوسط فيها. وأوضح العضو السابق في فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني باليمن، جريجوري دي جونسن، أن "اليمن بحاجة إلى دعم دولي وخطة شاملة، إنها بحاجة إلى نوع من الصفقة الكبرى التي يمكن أن تربط جميع جوانب الصراع - المحلي والإقليمي - في حزمة واحدة، خلاف ذلك، يمكن لليمن أن ينزلق بسهولة إلى سيناريو كابوس، حيث تعقد المملكة العربية السعودية صفقة مع الحوثيين، وتُترك الحرب الأهلية المحلية دون معالجة، ويتضاءل الاهتمام الدولي مع الانسحاب السعودي، ويستمر القتال على الأرض". وقال جريجوري دي جونسن: "بطبيعة الحال، لن يكون الانسحاب من هذه الصفقة الكبرى سهلاً، لكنها على الأرجح الفرصة الأخيرة للمجتمع الدولي لإعادة بناء اليمن كدولة واحدة، ونظرًا لتعقيدات مثل هذه الصفقة والجهات الفاعلة الدولية المختلفة المعنية، سيكون المبعوث الخاص التالي للأمم المتحدة في وضع فريد لقيادة مثل هذا الجهد".
وأشار جريجوري دي جونسن إلى دور يمكن أن تلعبه أمريكا وروسيا والصين مع أطراف الصراع في اليمن. ولفت جريجوري دي جونسن إلى أن المبعوث الخاص التالي سيكون بمثابة المحاولة الرابعة للأمم المتحدة، "وقد يكون آخر مبعوث خاص لديه فرصة لإعادة بناء اليمن كدولة واحدة". وقال الخبير الأممي "إن القضم على أطراف صفقة ما والمزيد من الجولات الدبلوماسية المكوكية لن يفعل شيئًا سوى إطالة حرب طويلة بالفعل في اليمن، وحان الوقت للتغيير ولأن يقود المبعوث الخاص نهجًا دوليًا حقيقيًا".
وأكد الخبير الأممي أن "البديل هو دولة ممزقة ومشرذمة، لا تسيطر عليها مجموعة واحدة بشكل كامل، في مثل هذا السيناريو، من المرجح أن يزداد الوضع الإنساني سوءًا، وسيتم تحدي الممرات الملاحية وحرية الملاحة، ويمكن للفرع المحلي للقاعدة في اليمن والذي تتم ملاحقته حاليًا، أن ينعش نفسه ويشكل مرة أخرى تهديدًا على الغرب".