دشن اليمنيون، اليوم الخميس، اول رد سريع على تعسفات الحوثيين في مناطق سيطرتها ومحاولة جرها للشعب من مشروع حياة الى مشروع موت، ومساعيها المستمرة باستهداف الهوية اليمنية وطمس ملامحها الحيوية والشعبية والتراثية والمعنوية والجمهورية من هويتها الوطنية والتاريخية وتجييرها لما يخدم مشروعها الطائفي والفكري الذي لا يتقبل بوجود الآخر.
كان اخر مشاريع المليشيات الحوثية البغيضة منع ترديد الاغاني اليمنية في الاعراس والمناسبات بخطوة اشعلت غضب اليمنيين في الداخل والخارج، واطلقوا حملة الكترونية للاحتفاء بيوم الاغنية اليمنية ردا على مساعي الحوثيين لمحو ذاكرة شعب يعشق الفن ويتداخل في حياته اليومية.
حيث بدأ اليمنيون الاحتفاء بـ"يوم الأغنية اليمنية"، وذلك تفاعلاً مع الحملة التي أطلقها ناشطون ومثقفون بعدما تم تحديد الأول من يوليو/تموز من كل عام مناسبة خاصة للتذكير بقيمة الأغنية اليمنية، وإعادة إحياء التراث الفني الذي عرف به اليمن.
وكانت الحكومة اليمنية قد أصدرت قراراً يقضي بدعم تخصيص هذا اليوم للاحتفاء بالأغنية اليمنية كنوع من تعزيز الهوية وحماية التراث والفن اليمنيين، في مواجهة الحملة الشرسة التي أطلقها الحوثيون لمنع الغناء في الأفراح بمناطق سيطرتهم.
وعلق وزير الثقافة الاسبق، خالد الرويشان، على التفاعل الشعبي، بقوله، :
الشعب حين يرد!
حاولوا منع الغناء في ريف صنعاء
فرَدّ الشعب بأن غرّدَ بالغناء!
بل جعل له عيداً ومهرجاناً
يا لهُ من رد!
شعبُنا حيٌّ وروحُنا مُتَوهّجة رغم كل الأحزان.
وقال الناشط والكاتب محمد المقبلي، إنّ تخصيص الشباب اليمني يوماً للاحتفاء بالأغنية "يعد واحدة من مفاجآت الروح الحيوية في الشعب الجمهوري اليمني الذي يرى في الأغنية اليمنية أمراً متعلقاً بالقومية اليمنية، أكثر من مسألة ترف جمالي سلواني". ووصف المقبلي منع الحوثيين للغناء بـ"الجريمة المعنوية التي تستهدف الهوية اليمنية"، مضيفاً: "تؤكد نقوشنا رقينا الفني التاريخي والفن هو أحد المفاعلات المهمة في تراكمنا الحضاري".
المؤلف الموسيقي محمد القحوم اعتبر، في حديث له عن المناسبة، هذا الحراك اليمني خلال الفترة الراهنة "دليلاً على الوعي الكبير لدى الجيل الحالي بأهمية الفن والأغنية والتراث في اليمن بشكل عام للعالم بشكل جيد".
ورأى القحوم أنّ التراث الغنائي اليمني "يمكن تقديمه بشكل طربي (كلمة ولحن غنائي)، ويمكن أيضاً تقديمه بشكل موسيقي، وهو المجال الغافل عنه الكثير"، كما يقول، معرباً عن اعتقاده بأنّ "تقديم التراث اليمني بشكل موسيقي بحت، يكون أكثر فهماً للعالم من تقديمه كأغنية"، معتبراً أنّ "تقديم التراث بشكل موسيقي هو الطريق الأنسب لتقديم هذا التراث إلى العالم بشكل جيد".
وتفاعلاً مع الحملة، شارك عدد من الفنانين اليمنيين جمهورهم على مواقع التواصل الاجتماعي الغناء بينهم الفنان حسين محب.
وقام طيف واسع من اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بتغيير صورهم الشخصية مع وسم #يوم_الأغنية_اليمنية، وذكّروا بأبرز الأسماء الفنية اليمنية المرتبطة في وجدان الناس، مثل الفنان أيوب طارش، والفنان أبو بكر سالم الفقيه، وكذلك الفنان علي بن علي الأنسي.
وذهب عدد من اليمنيين للتنقيب عن الأغنيات المفضلة لديهم وإعادة نشرها على مواقع التواصل، كما تفاعلت وسائل الإعلام اليمنية والقنوات التلفزيونية مع الحملة، وأفردت مساحة خاصة لتغطية المناسبة والحديث عنها.