عاشت طوال عمرها راهبة عمرها وحبها للفن والتمثيل منذ نعومة اظافرها ، رفضت الزواج وحرمت من الأبناء وظلت عذراء حتى اصبحت أشهر أمهات بالسينما المصرية والتي مازالت أعمالها محفورة بقلوبنا وعقولنا حتى يومنا هذا.
والدها تاجر عربي جعفريًا أسمر اللون من مدينة طنطا، وذات يوم ذهب لخطب ليخطب لابنه الكبير فتاة من عائلة وحسنة المظهر، ومن شدة جمال هذه السيدة أعجب بها الرجل الأسمر وخطبها لنفسه بدلا من ابنه، وتزوجها وبعدها بعامين مات الابن الذي كان يحلم بهذ الفتاة التي خطفها منه والده.
وفي مايو 1915، أنجب الرجل الجعفري أسمر اللون وهذه السيدة الجميلة ابنتهما أمينة والتي رباها والدها على العادات والتقاليد فكان محافظا لدرجة كبيرة حتى أنه منع والدتها من الخروج لزيارة أهلها إلا بعدما أنجبتها. والدها ضربها بالكرباج بينما كانت أمينة طفلة تبلغ من العمر 6 أعوام، التحقت بمدرسة يمدينة طنطا وكانت مرتبطة بشدة بخالها الذي اصطحبها ذات يوم إلى السينما لمشاهدة أفلام السلاسل أو الحلقات حينها، وبعد عودة الطفلة إلى منزلها فوجئت بغضب والدها الذي لم يفعل سوى ضرب جسدها الصغير بالكرباج، قائلا لها: «ماعنديش بنات يروحوا سينمات»، وكاد الأمر أن يصل إلى طلاق والدتها بسبب ذلك الموقف. وفي الثامنة من عمرها توفي والدها، لتعيش مع والدتها في حي روض الفرج بالقاهرة، وكانت خالتها أمينة محمد تهوى الفن والتمثيل، فكانت تأخذها معها إلى المسارح والسينمات، وذات يوم تغيبت إحدى الفنانات عن تقديم دورها على المسرح لتستغل أمينة الموقف وتذهب إلى صاحب المسرح لتقدم أمينة ذلك الدور لإنقاذ الموقف وحقق خلاله نجاحًا كبيرًا.
وقام بعدها أحد العاملين بمسرح رمسيس، عرض عليها تقديمها هي وخالتها للفنان الكبير يوسف وهبي، وبالفعل أعجب بهما وضمهما إلى الفرقة وكتب لهما عقدا بشرط غرامة 100 جنيه في حالة الإخلال بهذا العقد، وكانت هذا أول يوم تفرح فيه أمينة رزق بشدة لتحقيق أولى خطوات حلمها لتصبح بعد ذلك بطلة مسرح رمسيس. رفضها لإعطاء زوجها حقوقه الشرعية تقدم لها في احد الأيام، ضابط شاب اسمه «وهبي» طلب الزواج منها، ومع إصرار عائلتها عليه وافقت على الخطبة منه، وكانت تخشى أن يبعدها عن الفن بعد زواجهما ولكنها بعد فترة استغلت فرصة سفره إلى الخارج وأرسلت إليه شبكته، وعادت إلى عملها بالفن. وبعد مرور 14 عام، عاد ذلك الشاب مرة أخرى لطلب يد أمينة بعد أن انفصل عن زوجته الفتاة الأجنبية، وفي هذه المرة أصرت عائلتها بشدة للموافقة على الزواج فقبلت بعد أسبوع من الضغط عليها وتهديدهم لها، فوافقت وأشترطت على كونها خطوبة فقط.
ولكن الضابط الشاب، خشى أن تتركه أمينة مرة أخرى فطلب حينها عقد القران، حتى يضمن عدم ممانعتها مثل المرة السابقة، فوافقت واشترطت عليه أن الزواج يكون على الورق فقط ولا يحدث بينهم أي شيء وأن تتواجد في منزل والدها، ولكنها فوجئت به يطلب منها ممارسة حقوقه الشرعية، فرفضت تمامًا، وتمنعت عنه حتى انفصلا عقب 11 يوم من زواجهما ولم تتزوج بعده في حياتها رغم كثرة خطابها. سر رفضها للزواج كشفت أمينة رزق، أن سبب رفضها للزواج بسبب تقديمها لإحدى المسرحيات مع عميد المسرح العربي الفنان يوسف وهبي، وكانت أحداثها تدور حول فتاة انتحرت بعد أن غرر بها أحد الشبان أو أنها تمرض بسبب حبها فكل هذه الروايات كانت عبارة عن مآسي تحاول استعراضها على خشبة المسرح والتي كانت تؤديها بكل براعة. ويقال أن أمينة أحبت الفنان يوسف وهبي أثناء انضمامها لفرقته حيث هو من قدمها للفن، وكانت تحبه جدًا جدا ولكن الحب من ناحيتها فقط، حيث لم يتزوجا.
أزمة دبلوماسية وكشفت أمينة، أنها كادت أن تشعل أزمة دبلوماسية بعد أن أرسل شخص عربى ذو منصب مرموق، رسولا لها لطلب يده للزواج فصرخت في وجه رسول الغرام رافضة طلبه، مؤكدة أن رد فعلها أغضبت الشخصية العربية المرموقة وكاد أن يتسبب هذا الموقف فى أزمة كبيرة لولا تدخل بعض الوسطاء الذين فسروا لها أنها لا ترغب في الزواج بصفة عامة وليس بشكل شخصي منه.
