كشف الدبلوماسي اليمني السابق "عبد الوهاب طواف" في مقال له تفاصيل زيارة الوفد العماني الاخيرة للعاصمة صنعاء والتي انتهت الى اثارة حالة من الغضب لدى اعضاء الوفد .
اليمني اليوم " ينشر نص المقال كانت زيارة الأشقاء العمانيون إلى صنعاء مبنية على تفاهمات إقليمية ودولية مسبقة، وعلى حرص أبداه الجميع لإيقاف الحرب في اليمن
كان شرط الأشقاء على الحوثيين عدم تصوير تفاصيل رحلة وساطتهم، لضمان نجاحها، وحيادية أهدافها.
سعى وفد الوساطة العُماني، لإقناع الجماعة بأهمية السلام للجميع، ووجدوا موافقة حوثية بجميع النقاط، ومن جهة أخرى رفضاً لتفاصيل تنفيذها.!
كان الإخوة العمانيون واضحون في طرحهم، بضرورة المضي في إجراءات شاملة لإيقاف الحرب في كل اليمن. كعادتهم، وافق الحوثيون على كل شيء، مع اصرارهم على الحصول على كل شيء؛ ثم وضعوا الحجج والعراقيل لرفض كل شيء. يريد الحوثيون فقط توقيف الطلعات الجوية لدول التحالف، مقابل توقيف مسيراتهم ضد السعودية، على أن تظل حربهم مستمرة ضد أبناء اليمن، وتمكينهم من إدارة مطار صنعاء وميناء الحديدة بلا ضمانات أمنية، وبلا تعهدات بتوجيه عائداتهما لصالح دفع مرتبات موظفي الدولة، كما أنهم يسعون فقط لحيازة إعتراف دولي بهم، وشرعنة لحكمهم الطائفي لليمن.
هدفت جماعة الحوتي بموافقتها الأولية على مساعي السلام، الإفلات من ضغوط المجتمع الدولي لإيقاف الحرب، وخصوصًا الضغوط الأميركية، وذلك كسباً للوقت، مع تجهيزهم لخطط تقضي أي مساعي للسلام.. أما منحهم الفرصة لوساطة عُمان، فهذا فقط لإزالة الحرج عن أنفسهم، وللحفاظ على علاقات ودية مع السلطنة، لضمانة استمرار حصولهم على مغانم العلاقة وتجنب مغارمها.
العمانيون مدركون للوضع جيدا، وانعكس ذلك في حوارهم الجدي مع طرفي الجماعة في صنعاء ( المتشدد منهم والمتصنع القبول).
هناك غضب عُماني من تصرفات الجماعة، بسبب:
1. تصوير تفاصيل الزيارة بدون موافقتهم.
2. ترتيب لقاء لهم مع المشاط بدون أذنهم، مع أن زيارتهم كانت مبرمجة للقاء عبدالملك الحوثي وليس المشاط، الذي لا يعترفون به، وهم يعلمون أنه مجرد موظف صغير عند محمد الحوثي، وهم الذين تعاملوا معه كسكرتير لمحمد عبدالسلام في مسقط، قبل مقتل الصماط..حتى ولو أن الجماعة (ومحمد عبدالسلام بالتحديد) حاولوا منح المشاط هيبة رئيس وقداسة قائد، في محاولة منهم لإظهار أنفسهم كدولة.
3. تصويرهم للوفد السلطاني بذلك الشكل غير المناسب مع عبدالله الحاكم، وهو المعروف بمهندس الاغتيالات والقتل وتدمير المنازل ونهب ممتلكات الناس، لإظهار الوفد كحليفًا لهم وليس كوسيط وحريص على كل اليمن.
4. تصوير وفد المكتب السلطاني من الخلف أثناء مغادرتهم إلى طائرتهم، وبوضعية تتنافى مع الأعراف والتقاليد المحلية والدولية، وتخالف البروتوكولات الدبلوماسية؛ ولتصوير عُمان كتابعًا لهم أمام اتباعهم؛ وهذا الأمر أثار غضب اليمنيون من جميع الأطياف السياسية والاجتماعية، لمافيه من استهتار واستهزاء بحق ضيوف اليمن الكرام، الذين يسعون لإيقاف الحرب
5. قصفوا الأحياء المدنية في مأرب أثناء وجود وفد الوساطة في صنعاء، ولم يحترموا ثقل عُمان السياسي، وحرصها على اليمن.
الخلاصة:
لا توجد أي إشارة إيجابية حتى اللحظة لإيقاف المأساة، برغم أهمية الجهود التي تُبذل لإيقاف نزيف الدم اليمني. نعم، هناك إصرار دولي على وقف الحرب، ورغبة عُمانية على نجاح مهمتها، بُنيت على موافقة من الحكومة الشرعية على السلام؛ وكذلك من قٍبل السعودية، إلا أن كل ذلك يتحطم أمام عبث وإجرام الجماعة وحرصهم على بقاء الفوضى والحرب في اليمن. بل أنهم يعدون الآن لهجمة جديدة لاسقاط مأرب، ليقينهم أن السلام سيحرمهم من حكم اليمن بشكل منفرد، وبعقائد وأسس مذهبية وطائفية؛ كما أن لديهم من العراقيل الكثير، لافشال أي مساعي لإيقاف الحرب؛ واستغلالها لخدمة مفاوضات إيران حول ملفها النووي