أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الإجتماعي غضب المدونين اليمنيين بسبب محتواه الصادم الذي يعكس صورة سيئة عن الشعب اليمني أمام العالم.
وظهر في الفيديو بائع قات في أحد أسواق مدينة عدن وهو يعرض "حبة" قات واحدة بمبلغ مليون ريال يمني، ما يعادل 1100 دولار أمريكي. وأوضح البائع أن هذا القات خاص بطبقة رؤوس الأموال والمسؤولين.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه اليمن من أسوأ أزمة إنسانية في العالم بسبب الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من 7 سنوات، ومن المتوقع أن تُصنف اليمن كأفقر بلد في العالم بحلول العام 2022، بحسب تقرير سابق لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وفي وقت سابق من هذا العام أعلن مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي، إن ما يزيد عن 80٪ من اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر فضلا عن تدهور الخدمات الأساسية وانهيار قطاعي التعليم والصحة وانكماش الاقتصاد بأكثر من 50%، مشيرا إلى الآثار الاقتصادية والإنسانية الخطيرة الناجمة عن انقلاب المليشيا الحوثية الإرهابية.
تأثير القات على الإقتصاد اليمني:
يصل إنفاق اليمنيين من متعاطي القات إلى أكثر من 400 مليار ريال في السنة "نحو 1.6 مليار دولار أميركي"، بحسب تقرير سابق لمنظمة العمل الدولية.
وحسب دراسة أجرتها في وقت سابق الحكومة اليمنية فقد جاء الإنفاق على شراء القات في المرتبة الثانية بعد الإنفاق على الحبوب في الريف، كما يتعاطى القات مجموعة من "المخزّنين الفقراء" ذوي الدخل المحدود الغير القادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من معاناتهم وحرمانهم وعدم حصولهم على الضرورات الحياتية.
كما أظهرت الدراسة الرسمية أن القات يضيع على الدولة اليمنية 20 مليون ساعة عمل يومياً مهدورة على الأقل.
ووفقاً لإحصائيات أصدرتها وزارة الزراعة اليمنية قبل فترة، فإن مساحة القات زادت خلال الأربعة عقود الماضية بحوالي 21 مرة وأن عدد المحافظات التي يزرع فيها القات 18 محافظة من إجمالي 21 محافظة يمنية، بينما تتركز زراعته بدرجة كبيرة في 6 محافظات.
كما تعد شجرة القات من أكثر المحاصيل استهلاكاً للمياه، حيث يقدر ما يستهلكه القات بنحو 70% من المياه الجوفية في بلد يواجه نقصاً حاداً وتهديداً خطيراً لنضوب مخزونه وأحواضه المائية وآباره الجوفية.