استطاعت إصدارات الدفع الرباعي أن تحدث نقلة نوعية في مجال تصنيع السيارات ، نسبة إلى قدراتها الهائلة في التعامل مع الطرق الوعرة، و التضاريس المختلفة، و تحظى هذه الفئة من السيارات باهتمام كبير وسط محبي راليات الصحراء و اختبارات الأداء التنافسية، و غالبًا تتمتع تلك الطرازات بإطلالة كبيرة الحجم، مع عجلات قوية ذات نقشات غائرة تمنحها أفضلية التعامل في المواجهات الرملية، و لكن هل تعرف قصة انطلاق أول سيارة تعمل بهذه التقنية ؟
شهدت الفترة بين 1900 إلى 1910 أول انطلاقة لسيارات الدفع الرباعي، و التي قامت بتصنيعها شركة سبايكر Spyker الهولندية، ليقدم بعدها نماذج خاصة بالشاحنات و الجرارات تعمل بهذه التقنية، لتزداد قوة هذه الصناعة خلال الحرب العالمية الأولى وذلك لقدرتها القوية على تحدي التضاريس المختلفة.
و يذكر أن العام 1915 شهد أول انطلاقة لاكبر جرار في العالم و الذي يحمل اسم Big Lizzie، ثم تتبعه شاحنة الدفع الرباعي Oshkosh، ثم بدأت شركة سيتروين الفرنسية بتصميم مركبات خاصة بالصحراء تعمل بهذه التقنية أيضًا.
و تعد شركة جيب الأمريكية هي واحدة من أعرق مصنعي سيارات الدفع الرباعي حول العالم، حينما تأسست في عام 1941، و ترجح أسباب تسميتها بهذا الاسم اختصارًا إلى كلمة Government Purposes، و التي تعني أغراض حكومية، نسبة إلى تطلعات الجيش الأمريكي في هذا الوقت لإطلاق سيارة تعمل بمنظومة الدفع الرباعي، لتمنحها أفضلية التعامل مع المهام العسكرية.
جاءت الانطلاقة الأولى من جيب في عام 1943، و كانت تحمل اسم جيب ويلز، و التي حققت نجاحًا كبيرًا في الحرب العالمية الثانية، حيث صرح حينها أحد الرؤساء الأمريكيين "لولا جيب لما نجحنا في الحرب العالمية الثانية".
و بين هذه الانطلاقات القوية، استطاعت كبرى شركات تصنيع السيارات أن تبهر محبي هذه الفئة بالعديد من الطرازات القوية، و التي دعمت بالعديد من القدرات الفنية المميزة، مثل أنظمة التعليق المتطورة، و برامج المكابح، و عناصر التحكم المختلفة، إلى جانب خاصية التحكم عند صعود المرتفعات و خوض المنحدرات.