فنّدت صحيفة بريطانية مزاعم وجود قوات إماراتية في جزيرة سقطرى اليمنية رغم النفي القاطع للتحالف العربي لهذا الوجود، معرّية أصحاب الصيد في المياه العكِرة.
صحيفة "الإندبندنت" ذائعة الصيت ذكرت في تقرير لها أنّ عدد الإماراتيين الموجودين في الجزيرة، لا يتجاوز ستة أشخاص يعملون في المجال الإنساني ضمن قوات التحالف الذي تقوده السعودية.
وأكدت الصحيفة أنها اكتشفت كذب الشائعات حول خطط الإماراتيين لتحويل الجزيرة إلى "إيبيزا العرب" وأنها لا أساس لها من الصحة.
وأوضحت الإندبندنت أن تقارير في الآونة الأخيرة حول اهتمام قوى إقليمية بسقطرى، دفعتها لقبول دعوة البعثة السعودية لزيارة سقطرى.
ومن عين المكان بينت "الإندبندنت" عبر فريق من الصحيفة سافر إلى سقطرى، أن دور الإمارات بالجزيرة يقتصر على مساعدة المجتمع المحلي ودعم عمل البرنامج السعودي لتنمية وإعادة الإعمار في اليمن.
وعلى عكس التقارير التي تحدثت عن خطط الإمارات لتحويل الجزيرة إلى قاعدة عسكرية أو وجهة سياحية، نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن أنه "لا يوجد سوى ستة إماراتيين في الجزيرة، جميعهم يعملون في القطاع الإنساني".
وفي هذا الصدد، سلط التقرير الضوء على رأي دليل فريق الصحيفة الذي رافقهم في الرحلة، حيث أبدى أدهم عبد الله، سعادته بالاستثمار الإماراتي والسعودي في مسقط رأسه، لكنه لا يزال قلقا بشأن مستقبل الجزيرة كوجهة سياحية فاخرة.
وقال عبد الله: "منذ ست أو سبع سنوات، كانت الكهرباء تعمل فقط من الخامسة صباحًا إلى الخامسة مساءً. الآن تعمل 24 ساعة، وما يجعل سقطرى مميزة للغاية هو بيئتها الطبيعية. نحن نفتقد الأشياء الصغيرة فقط، مثل الفنادق والمطاعم".
عبدالله نفى بشكل قاطع الاتهامات التي طالما روّجت لها وسائل إعلام معارضة لدور الإمارات والسعودية في جزر جنوب اليمن الاستراتيجية، وفق تقرير الصحيفة.
ولم يفوت التقرير الفرصة للإشارة إلى الجمال الذي تتمتع به جزيرة سقطرى اليمنية، وما تتمتع به من مناظر خلابة، تجعلها تطمح بالتحول إلى نقطة جذب سياحي لامتلاكها مقومات سياحية تُضاهي بها أفضل جزر العالم.
وذكر التقرير أن الجزيرة تضم عددا من الكهوف الجبلية التي تحوي كتابات ورسم باللغات القديمة من مناطق متنوعة مثل الهند وجنوب إفريقيا، ما يدل على تعاقب عدد من أقدم الحضارات في العالم على هذه الجزيرة.
ولطالما كانت الجزيرة، وهي جزء من أرخبيل سقطرى اليمني، هاجسًا فريدا لعشاق السفر والأكاديميين.
وقد أكسبتها الأنواع الفريدة والمناظر الطبيعية الخلابة البكر والثقافة المحلية لقب "غالاباغوس المحيط الهندي".
وتعتبر الجزيرة رسميًا جزءًا من اليمن الذي مزقته الحرب، وتم الاعتراف بها من قبل اليونسكو للتراث في عام 2008.
لكن الحرب الدائرة في اليمن أجهضت أي خطط لتطوير صناعة السياحة في الجزيرة.