تواجه العارضة والممثلة اليمنية الشابة انتصار الحمادي (19 عاماً)، عقابًا مُكلِفًا فرضه عليها الحوثيون المدعومون من إيران انتقامًا منها لرفضها الانخراط في مشروع لـ"الدعارة" تديره المليشيات الحوثية عبر مجموعة من البيوت والضحايا اللاتي وقعن في هذا الفخ المخطط له.
وتكشفت بعضٌ من حقائق حادثة اختطاف واعتقال انتصار الحمادي الذي لا يعرفها الجميع المعتقلة في سجن للحوثيين منذ أكثر من 90 يومًا، عندما افصحت الضحية عن بعض التفاصيل لمجموعة من الحقوقيين والمحامين والأدباء والمثقفين الذين زاروها إلى موقع احتجازها.
وأورد المحامي عبدالوهاب قطران تفاصيل اللقاء الذي جمعه ورفاقه بانتصار الحمادي في السجن المركزي يوم أمس الإثنين؛ مؤكدا أن الشابة "مسجونة ظلمًا وعسفا وقهرًا".
وأشار قطران إلى أن الحمادي شرحت بشجاعة وشموخ ما تعرضت له من قهر وعسف وظلم وتلفيقات للتهم ابتداء من اتهامها بترويج المخدرات بدون أي دليل بالنيابة الجزائية المتخصصة، ثم عندما لم يجدوا دليل ضدها احالتها النيابة الجزائية المتخصصة لنيابة غرب الأمانة واتهموها بممارسة الدعارة بدون دليل يذكر.
وتحدثت الحمادي لزائريها أنه تم التحقيق معها لكن لم يثبت ضدها ما يدينها "فقرر المحقق طلب الإفراج عنها، لكن وكيل النيابة رفض تنفيذ قرار الإفراج، وأحال القضية لعضو اخر، ورفضوا بالنيابة حتى تصوير ملف القضية لها، صادروا كل حقوقها الآدمية".
وأوضحت انتصار أن النقطة التي اعتقلتها بمنطقة "شملان"، ضبطت حقيبتها الصغيرة، وتلفونها فقط "ولكن عندما اعتقلونا عصبوا عيوني، وبصمونا على أوراق لا نعرف ماهي، وأخذونا لمشاهدة عدة بيوت، قالوا لنا اشربوا وارتاحوا مع أهل تلك البيوت، فقلت لهم هذه دعارة ردوا علينا يجوز ذلك في سبيل خدمة الوطن". بحسب تأكيداتها".
من جانبه أشار الناشط في منظمة العفو الدولية لؤي جلال العزعزي، إلى أن الحقيقة التي توصل لها العديد من الشخصيات العامة، والصحافيين، والمحامين، والقضاة، والحقوقيين بمعية محامي انتصار الحمادي خالد الكمال خلال زيارتها إلى السجن، هي أن الحوثيين طلبوا من انتصار وزميلاتها "أن ينضممن لخلية دعارة مقننة، وشبكة جاسوسية منظمة، ويذهبن لبعض بيوت الدعارة؛ لينصبن كاميرات مراقبة؛ وممارسة الدعارة مع بعض المعارضين السياسيين! وعندما رفضن لفق لهن التهم."
وكانت المليشيا الحوثية اختطفت انتصار الحمادي وزميلات لها من أحد وسط صنعاء دون تهمة ثم تطورت ادعاءات الحوثيين في حق الفتاة بعد تناول أخبار الاختطاف في الإعلام إلى اتهام في شرف انتصار وطلب فحص العذرية، وهو ما أثار ضجة إعلامية واحتجاجات واسعة من منظمات حقوقية محلية ودولية.