ماتت زوجته بعد عشرين عامًا من زواجهما، وكان الزوج بارًا بزوجته حيةً وميتة فالتزم الإحسان إليها في حياتها والحرص على زيارتها والدعاء لها بعد موتها. وكانت زيارة قبر الزوجة الراحلة بالنسبة لزوجها بمثابة تسرية عن النفس لأنه يشعر بعدها براحةٍ شديدةٍ بعد أن يفضفض لها ويدعو لها ما تيسر من الدعاء.
وفي إحدى المرات، ذهب الزوج لزيارة قبر زوجته فوجد مفتوحًا فلما سأل عن السبب صدمه عمال المقابر بأنهم يستعدون لدفن إحدى نساء العائلة في هذا القبر، وفي الحقيقة لم يشغل الزوج باله في تلك اللحظة بصلة قرابة تلك السيدة أو علاقته بها، لكن ما شغله أكثر هو أين جثمان زوجته ومن الذي تجرأ على نقله. كانت صدمة فتح القبر كبيرة، وكانت صدمة إزاحة جثمان زوجته من القبر أكبر منها بكثير. لذلك، هاج الزوج وثار وبدأ يبحث عن الشخص الذي فعل ذلك، وكنت المفاجأة التي غيرت الحال من النقيض إلى النقيض أنه علم أن شقيق زوجته الراحلة الوحيد هو من فعلها. فلما سأله عن سبب عدم إبلاغه أجابه بأنه لم يفكر في إبلاغه حرصًا عليه وعلى مشاعره. وكانت المفاجأة أن أخت الزوجة الكبرى هي التي ستدفن وهذا ليس وقت التفكير في مثل هذه الأمور. عندها هدأت نفس الزوج الباكي الشاكي وقدم التعازي ووقف يدعو للمتوفاة ولزوجته الراحلة بالرحمة والمغفرة.