في مقابلة مع الموقع الخاص بأخبار الأمم المتحدة تحدث المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيثس عن اتفاق ستوكهولم واتفاق الرياض وقال غريفيثس إن الطريق إلى السلام يتطلب من الأطراف المتحاربة التخلي عن آمال النصر العسكري ومتابعة "النصر الكبير" الذي يمكن تحقيقه من خلال المفاوضات.
حيث قال : " بالنسبة لي الوضع الإنساني لا يشعرني بالشّك حيال احتمالات السلام بل يفعل العكس! هذا الوضع يخبرني إنه يجب أن نحصل على السلام لأننا لا يمكن أن نسمح باستمرار تلك العواقب المدمرة على العائلات اليمنية وإذا كان هناك أي حجة تؤكد الحاجة إلى السرعة في تحقيق حل سياسي لهذه الحرب فهي وضع أولئك الأشخاص.. تلك الأسر التي تعاني يوميا من آثار الصراع.. العائلات التي لم يذهب أطفالُها إلى المدرسة منذ خمس سنوات.. والأسر التي تكافح من أجل الحصول على الطعام يوميا كل ذلك يخبرنا إننا بحاجة إلى حل سياسي بدلا من إثارة شكوكنا في إمكانية تحقق ذلك.
ولكن أي حل سياسي في أي مكان في أي صراع هو أمر بالغ الصعوبة ويستلزم إرادة سياسية من المستوى الذي يتطلب الكثير للانتقال من الحرب إلى السلام ويتطلب من هؤلاء الذين يقودون الحرب تغييرَ الطريقة التي ينظرون بها إلى مناصريهم وتغيير الطريقة التي ينظرون بها إلى إمكاناتهم ووضع حد لآمالهم بنصر عسكري والبدء في التواصل مع أعدائهم وجعلهم جزءا من المستقبل إنه تحول كبير في أي حرب أهلية إنه تحول هائل! ما أعتقد أنه يحدث الآن في اليمن هو أننا أخيرا بدأنا نرى هذا التحول.
لقد بدأنا نرى في قلوب وعقول أولئك الذين يتخذون القرارات حول الحرب الرغبة في صنع السلام والاعتراف على المستوى الأساسي بأنه لا يوجد أي احتمال لتحقيق تقدم عسكري أنه لا يوجد شيء يمكن كسبه في ساحة المعركة وأن هناك انتصارا كبيرا بالطبع يمكن تحقيقه على ساحة المفاوضات.
وقال ايضا : " أعتقد أنه من المهم حقا أن يطبق هذا الاتفاق في أساسياته على الأقل و نحن جميعا قلقون بشأن ما إذا كان سيتحقق ولكن كما تعلمون كل الاتفاقيات بصيغتها المكتوبة توفر عندما يتم التفاوضُ عليها ونشرُها خطوطا زمنية واضحة جدا لتحقيق النقطة "أ" أو "باء" أو "جيم" وفي الحياة الواقعية لا تسير الأمور تماما وفقا للخطة لذلك أعتقد أنه من المبكر بعض الشيء القول إن هذه الاتفاقية لا تسير على ما يرام صحيح أنها لا تسير وفقا لتلك الخطط ولكن تواصلت بالأمس بينما كنت متوجها إلى نيويورك مع كبار المسؤولين في الحكومة السعودية حول احتمالات تطبيق اتفاقية الرياض التي توسطوا لإبرامها وأكدوا لي أنهم يحرصون على ذلك والأهم من ذلك أعتقد أنه يمكننا أن نرى أن هناك مصلحة لدى كل من حكومة اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ الاتفاقية ربما ليس في جميع جوانبها ولكن بما فيه الكفاية للسماح لنا في الأمم المتحدة بالتوسط لإنهاء الصراع الشامل إذا اتفاق الرياض يمنحنا الوقت ونأمل ذلك لكن إذا انهار أعتقد أنها ستكون ضربة مدمرة لليمن.