تفاصيل قصة اليوم تحكي عن معاناة حقيقية قد تمر بها الكثير من النساء في مرحلة الزواج لكن المراة الحكيمة هي من تحاول اصلاح فساد اسرتها و النهوض بهم وتقويمهم حيث عاشت الزوجة مع زوجها راضيةً بتقلبه بين أحوال الرضا والقناعة والنعيم ونوبات النقمة والطمع والتيه في بحور أهوائه الطامحة إلى نيل المزيد والمزيد من الملذات من كل صنفٍ ولون. كان للزوج مغامرات هنا وأخرى هناك، وقد طلب من زوجته يومًا أن تأتي معه لتخطب له امرأة يحبها فأبت وقاطعته حينًا ثم عادت لتربي أبناءها وبعد فترة من الشد والجذب عدل الزوج عن فكرته وعاد إلى رشده واستقر حاله نوعًا ما. لكنه كان يحدث زوجته دائمًا عن سهام الحب التي تصيب قلبه دون سابق انذار، وظل يحاول إقناعها أيامًا وأيامًا عن عجزه التام عن مقاومة الحب لأن الحب لا سلطان لأحدٍ عليه. كان يقول لها إنه يحب وكانت تقول إن هذا ليس حبًا وإنما شيئًا آخر.
وطوال سنوات زواجهما التي زادت عن عشرين عامًا، كانت الزوجة تفرض مبادراتها الخاصة لتغيير نمط الحياة بينها وبين زوجها للترويح عنه واستمالة قلبه إليها؛ حتى أنها تحملت نفقات الحج للأسرة بأكملها، من ميراث أبيها، لترسخ في نفس زوجها وأولادها مفهوم الأسرة المستقرة نفسيًا وماديًا واجتماعيًا، وقد نجحت في ذلك بشكلٍ كبير؛ بعدما عاد الزوج من رحلة الحج عازمًا على عدم اقتراف المزيد من الذنوب والمعاصي وأصبح أكثر التزامًا بالصلاة والصيام.
وللأسف، مرضت الزوجة مرضًا شديدًا وتدهورت حالتها يومًا تلو الآخر ولما شعرت بدنو الموت منها نادت على زوجها وأجلسته إلى جوارها لتوصيه أو لتحدثه عن شيءٍ تريده في نفسها. نظرت الزوجة إلى زوجها بعينٍ حزينة وهمست في أذنه بكلماتٍ سمعها منها بقلبه؛ قالت له: "أعلم أني سأريحك بموتي لكني أحببتك بصدق وحرصت على أن أكسب قلبك، لكني أعلم أنك تحب غيري، وإن كنت قد حرمتك ممن كنت تحبها يومًا ورفضت أن آتي معك لخطبتك، فإني أسمح لك بعد موتي أن تتزوجها ولن أكون حزينة لكن رجاءً لا تجعل حبك للنساء يحول قلبك عن أولادك كما حوله عني وكنت أحوج الناس إليه". بعدها نطقت الزوجة الشهادة وماتت. وما أن ماتت حتى شعر الزوج بألمٍ شديدٍ في قلبه وظل يبكي بعدها أيامًا حتى فاضت روحه ولحق بزوجته.