يمثل البلاستيك مشكلة بيئية ضخمة، إذ هناك ما يقرب من 7.25 تريليون طن يغطي أرضنا ويملأ بحارنا. إنه في كل مكا،. لكنه في كل مكان بطريقة مفيدة أيضاً، فنحن بحاجة إلى البلاستيك وقد أحدث بلا شك، ثورة في الحياة في القرن العشرين.
ولولا البلاستيك، لما كانت هناك موسيقا والأفلام المسجلة، كما أن الطب الحديث يعتمد بكثرة على البلاستيك.
فكِّر في أكياس الدم والأنابيب والمحاقن، وأجزاء السيارة والطائرة، كلها تعتمد على البلاستيك، وهي التي سهلت علينا السفر حول العالم.
وبالطبع، أجهزة الكمبيوتر والهواتف وجميع تجهيزات تكنولوجيا الإنترنت. وحتى هذه المقالة التي تقرأها، ربما تكون بفضل البلاستيك.
إن إنتاج البلاستيك يتطلب حالياً، حرق الوقود الأحفوري ( النفط) وإطلاق ثاني أكسيد الكربون (CO2) وهو أحد غازات الدفيئة التي تساهم في تغير المناخ.
ولكن ماذا لو استطعنا إيجاد طريقة لصنع فرش نوم بلاستيكية أو مواد عازلة أو أدوات بلاستيكية أو حاويات طعام قابلة لإعادة الاستخدام دون انطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون، أو حتى امتصاصه من الجو؟
تعد التقنيات الحديثة بتحويل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى بلاستيك، مما يقلل من كمية الغاز التي نطلقها في الغلاف الجوي.
ففي مركز المملكة المتحدة لاستغلال ثاني أكسيد الكربون، اكتشف الباحثون طريقة لصنع النايلون من غاز ثاني أكسيد الكربون.
وفي مجموعة " Covestro" للبتروكيماويات في ألمانيا، نجح العلماء في إنتاج فرش نومٍ عشرين بالمئة من مكوناتها مصنوعة من ثاني أكسيد الكربون، وتحمل اسم "كارديون".
لقد اكتشفوا محفزاً يطلق التفاعل بين ثاني أكسيد الكربون والمركبات الأخرى، مما أدى إلى وجود مجموعة من المواد الكيميائية المستخدمة لصنع "البولي يوريثان" - وهي مادة تدخل في صناعة فرش النوم والوسائد ومواد العزل في الثلاجات.
وإذا علمنا أن أكثر من 15 مليون طن من مادة البولي يوريثان يتم تصنيعها على مستوى العالم كل عام، فإن التحول إلى ثاني أكسيد الكربون كمادة خام قد يكون له تأثير كبير في خفض انبعاثات الكربون.