مثل رحيل رجل التنمية الأول في اليمن الاستاذ "عبد الكريم إسماعيل الأرحبي" خسارة فادحة لليمن البلد الذي منح الراحل الكثير من العطاء والبذل دون أن ينتظر اشادة بانجازاته المشهودة .
واكتظت مواقع التواصل الاجتماعي اليمنية بمشنورات وتغريدات عبرت عن حالة جماعية من الحزن على وفاة "الأرحبي " الذي انفرد عن غيره من الوزراء ومسئولي الدولة بالمواقف والمآثر التالية التي نرصدها وهي تمثل غيض من فيض .
- المسئول الوحيد في اليمن الذي يعمل يوميا من السابعة صباحا وحتي السادسة مساء دون أن تتخلل ساعات العمل المتصلة استراحة لتناول الغداء فمن يعرف الاستاذ عبد الكريم الأرحبي عن قرب يدرك حقيقة انه لايتنازل وجبة الغداء ويكتفي بوجبتي الافطار والعشاء وقد برر ذلك لاحد المقربين منه عند سؤاله عن السبب بالقول أن الغاء وجبة الغداء يمنحه مساحة كافية من الوقت لانجاز التزاماته كوزير للتخطيط والتعاون الدولي ومدير تنفيذي للصندوق الإجتماعي للتنمية.
- المسئول الوحيد الذي رفض توجيه رئاسي من الرئيس الراحل "صالح" بتخصيص حراسة عسكرية خاصة ترافقه في تحركاته كماانه الوحيد الذي لم يستأثر بسيارة جديدة اضافية صرفت له عقب ترقيته بعد تغيير حكومي طارىء وبادر بتحويل السيارة الى الصندوق الاجتماعي لتنظم لاسطول السيارات التي تعمل في الخدمة لصالح مشاريع الصندوق.
- المسئول الوحيد الذي لم يستغل منصبه الرفيع في توظيف اقاربه في مناصب هامه بل وصل الى حدود نادرة من النزاهة برفضه تعيين نجله الوحيد "اسامه" في منصب رفيع وفضل أن يتجه نجله الذي يمتلك مهارات لغوية ومؤهلات علمية رفيعه الى العمل مع احدى المنظمات المانحة وهو ما حدث بالفعل اذ التحق نجله دون اي تدخل منه بالعمل في البنك الدولي.
- المسئول الوحيد الذي لم يتقاضي طوال سنوات قيادته لوزارة التخطيط والتعاون الدولي راتبا كسائر الوزراء كونه اكتفي بدخله المالي الذي يتقاضاه من الصندوق الاجتماعي للتنمية حيث انه الوحيد الذي اصر على تطبيق قرار حكومي تم الغاءه بعدم استلام اي موظف حكومي راتبا من الحكومة طالما يتقاضي مستحقات مالية من أحدى الوحدات التنفيذية.
- المسئول الوحيد في اليمن الذي عرف عنه رفضه للوساطات والمحسوبية وفرض معايير مهنية ترتكز على المفاضلة بين المتقدمين لشعل اي وظيفة في الصندوق الاجتماعي بناء على اعتبارات الكفاءه والمؤهلات التعليمية.
- المسئول الوحيد في اليمن الذي كان يرفض قبول اي دعوات لمآدب من وجاهات واعيان اجتماعية وقبلية لاغلاق الباب أمام اي محاولات لاستغلال ذلك في الحصول على امتيازات خاصة .
رحم الله الاستاذ "عبد الكريم الأرحبي " فقد كان حتي اخر يوم في حياته الزاخرة بالعطاء منحازا لخيارات البسطاء ولطالما كرس حياته لخدمة الفئات الفقيرة والمعدمة من خلال انشاء توزيع المساعدات العينية والمالية واستحداث بنك خاص باقراض الفقراء .
* اليمني اليوم
