تفاصيل وأسرار جديدة تتكشف من حياة الفنانة المصرية ناهد شريف، التي اشتهرت بأدوار الإغراء، التي قدمتها خلال مشوارها الفني ولكن لا يعلم الكثيرين أن تربيتها في الأصل تربية أمنية.
ناهد شريف، هي ابنة ضابط شرطة، ودخلت الفن بعد مرورها بمأساة تعرضت لها في حياتها بسبب فقدان والدتها والذي وافق يوم زفاف شقيقتها الكبرى، وكانت ناهد شريف وقتها في الثامنة من عمرها الأمر الذي أصابها بحالة اكتئاب نفسي شديد، وحاول والدها إخراجها منه بمساعدة شقيقتها الكبرى، إلا أنها لم تعد لطبيعتها، و ازدادت نفسيتها سوءاً مع وفاة والدها بعد عامين من وفاة الأم.
وقد لجأت إلى عالم الفن والشهرة، وكان ذلك هو سبيلها الوحيد للخروج من حالتها النفسية السيئة وساعدها على ذلك اقترانها بالمخرج المصري الراحل حسين حلمي المهندس الذي أخرج لها أفلام “صبيان وبنات”، و”تحت سماء المدينة”، و”أنا و بناتي”.
المهندس لم يساهم بشكل كبير في تحقيق نجومية ناهد، وإنما منحها قلبه أيضاً، إذ وقع في غرامها، وتزوجها رغم فارق السن الكبير بينهما، وقد اشتهرت الممثلة المصرية في بداية عملها الفني بدور الفتاه المغلوبة على أمرها، و التي تعيش مأساة، و أزمة في حياتها، وهو ما كان يناسب نفسيتها الحزينة وقتها، فتفوقت و لفتت أنظار الجماهير.
وقد انفصلت عن المهندس، بعد فترة زواج قصيرة في هدوء، وبسؤاله عن الأسباب التي أدت لوقوع الانفصال رفض الحديث عن هذا الموضوع، وأشار إلى أن حياته الخاصة لا يحب الحديث عنها، وقال إن ناهد نفسها حينما سألوها عن أسباب الطلاق قالت: “أنا اقدر الأستاذ حسين حلمي المهندس، ولكن الحياة الزوجية استحالت بيننا بعد انعدام التفاهم، فقررنا أن ننفصل في هدوء، وكل منا يحمل الحب والاحترام وأجمل الذكريات للآخر”.
بعد انفصالها عن المهندس، حاولت ناهد التقرب من نجوم السينما، وكان الفنان المصري كمال الشناوي الأقرب لها، ورغم أنه يكبرها بعشرات السنين، إلا أن العلاقة توطدت بينهما، خاصة بعد أن قدمت أمامه بطولة فيلم “تحت سماء المدينة .
وبعد قيامهما ببطولة فيلم “نساء الليل” الذي حصلت فيه ناهد على جائزة التمثيل الأولى، وكان من إنتاج الشناوي، لم يستطع أي منهما السيطرة على مشاعره، فقررا الزواج بشكل سري، إذ أن الشناوي كان متزوجاً حينها، ولم يكن يرغب في الانفصال عن زوجته.
شريف عاشت حياة سعيدة مع الشناوي الذي أكدت على أنه كان أقوى حب في حياتها، ولكن مع مرور الوقت شعرت بالملل في حياتها الزوجية، وضاقت من دور النصف زوجة، مما أثر سلبياً على حياتها الفنية أيضاً فقرر النجمان الطلاق.
وقد نشرت صحيفة “الجمهورية” المصرية خبر طلاق ناهد وكمال في صدر صفحتها الأولى بتاريخ 8 نوفمبر 1972، حين أشارت الصحيفة إلى أن ناهد شريف أعلنت خبر الانفصال بعد أن قامت ببطولة فيلم “ذئاب لا تأكل اللحم”، الذي صورته الممثلة المصرية في الكويت بتمويل لبناني، وأثار ضجة عربية بعد أن ظهرت فيه عارية تماماً.
هذا الفيلم يُعد علامة فارقة في حياة الممثلة الراحلة، إذ تناولتها الصحف ووسائل الإعلام بأبشع النعوت والألفاظ والتهم، فحاولت الابتعاد عن الأضواء لفترة، ثم عادت ببعض الأفلام الكوميدية مرة أخرى مثل “البحث عن المتاعب”، و”المهم الحب” و”عريس الهنا”، “الأزواج الطائشون”، و” بدون زواج أفضل”.
خلال تلك الفترة، تعرفت ناهد شريف في لبنان على صاحب الملهى الليلي إدوارد جرجيان صاحب ملهى “البلو اب”، وشقيق كيجام راقص لبنان الشهير، والذي ألقى بشباكه عليها، وطلبها للزواج.
ورغم تحذير من حولها من الزواج منه، لأنه مقمار، ومخالف لديانتها الإسلامية، إذ كان على الديانة المسيحية، إلا أنها ضربت بتحذيراتهم عرض الحائط، وتزوجت من إدوارد، وظل كلاً منهما على دينه، وأنجبت منه طفلتها الوحيدة “باتريسيا” التي أصبح اسمها بعد ذلك “لينا”.
وبعدة فترة زواج سعيدة لم تدم طويلاً، بدأت الخلافات تدب بين الزوجين، إذ كان إدوارد يستنزفها مادياً، في الفترة التي حاولت فيها ناهد تصحيح صورتها الذهنية في الوسط الفني بالقيام ببطولة أفلام درامية قوية مثل “ومضى قطار العمر”، و”انتبهوا أيها السادة”، و”لعنه امرأة”، و”الساعة تدق العاشرة”، و”الأرملة تتزوج فوراً”، و”العمر لحظه”.
صدمة كبيرة تعرضت لها ناهد شريف بعد معاناتها من آلام مرض السرطان، وخاصة أن إدوارد لم يقف بجانبها، بعد أن عاشت معه كزوجة مثالية لـ5 سنوات، وبعد إجرائها جراحة خطيرة في السويد، عاد وتركها وحيده، فاضطرت لقطع فترة علاجها لتعود للقاهرة بعد أن نفدت النفقات اللازمة للإقامة.
ناهد اضطرت للعمل قبل أن تستكمل العلاج، فأرهقت نفسها بينما كان زوجها يتجول في مونت كارلو وأسبانيا مع بعض الأثرياء العرب، وعندما سافرت إلى لندن طلبت منه مرافقتها ليقف بجانبها في محنتها، ولرعاية ابنتهما الصغيرة، إلا أنه استغل مرضها في جمع المساعدات المالية بحجة علاجها، ليقوم بتجميعها في حسابه الخاص، وحتى المساعدات المالية التي كانت تحصل عليها من زملائها الفنانين، كان يستولى عليها منها.
لم يكن بأيدي ناهد الشريف سوى اللجوء للسفارة المصرية بلندن، للتخلص من زوجها، وهناك كان للسفير حسن أبو سعدة موقف إنساني في تقديم يد العون لها، وبالفعل تم الطلاق بين ناهد وزوجها في السفارة المصرية بعد تزايد الخلافات بينهما.
أما طفلتها فقد رفض والدها التكفل بها، وظلت في كنف والدتها المريضة التي أقامت في شقة ببريطانيا مع شقيقتها، وبعد أن أكد الأطباء لناهد شريف استحالة شفائها، عادت إلى القاهرة، و بقيت في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي أياماً معدودة، لترحل بعدها عن عالمنا في 7 أبريل عام 1981، عن عمر يناهز 39 عاماً.