بعد أيام قليلة على عرض تقارير إخبارية عن وضع مؤسسة ” القرض الحسن” التابعة لحزب الله ماكينات صرّاف آلية في أحياء الضاحية الجنوبية تمكّن جمهور الثنائي الشيعي من سحب أموال بالعملة اللبنانية أو بالدولار، أعلنت اليوم الثلاثاء مجموعة من القراصنة الإلكترونيين اختراق حسابات كافة فروع المؤسسة إضافة إلى حصولها على تسجيلات للكاميرات المثبتة في تلك الفروع. ووزّعت المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم Spiderz فيديو يظهر فيه أحد القراصنة يتحدث بصوت معدّل ويعلن في خلاله عن عمليتهم التي حصلوا فيها على كل المعلومات المتعلقة بالجمعية وحساباتها السرية، مشيراً الى وضعها بتصرّف جميع الناس، واعداً بالكشف عن المزيد من المعلومات في المرحلة المقبلة. كما وجّهوا دعوة لكل المقترضين والمودعين الذين يتعاملون مع القرض الحسن، لعدم الدفع وسحب أموالهم ومقاطعة اقتصاد حزب الله الموازي وابتزازه لمصادر الدولة الذي ساهم في إنهيار البلاد اقتصادياً. ونشرت المجموعة لوائح بأسماء المقترضين والمودعين في كل فرع للجمعية، التي تعتبر مصرف حزب الله في لبنان ومصدراً رئيسياً من مصادر تمويله، إضافة إلى كافة التفاصيل المتعلقة بقيمة القروض ونسبة السداد ومعلومات شخصية عن المقترضين وميزانية الفروع والمؤسسة للأعوام 2019 و2020.
ومن المعروف أن مؤسسة ” القرض الحسن” تهدف بحسب صفحتها الرسمية الى تعزيز روح التعاون والتكافل والتضامن بين افراد المجتمع. وجاء في التعريف عن طبيعتها ما يلي ” يُقصَد بالقرض الحسن مطلق الاعمال الصالحة التي يقوم بها العبد لوجه الله وقربه اليه وقد نسب القرض الحسن الى الله عزّ وجل، فالله هو المقترض من عباده وهو الموفي لهم أجرهم أضعافاً مضاعفة. تأسست جمعية مؤسسة القرض الحسن عام 1982، عقب الاجتياح الاسرائيلي للبنان وما خلّفه من اوضاع اجتماعية واقتصادية مدمّرة، وتمّ ترخيصها من وزارة الداخلية اللبنانية سنة 1987 بموجب علم وخبر 217/أ.د “. غير أن انتقادات كثيرة وُجّهت الى هذه المؤسسة والى وضعها أجهزة صرّاف آلية في خضم أزمة الشحّ بالدولار التي يعاني منها البلد خصوصاً أنها تعمل خارج النظام المصرفي اللبناني ولا تخضع لأي رقابة من مصرف لبنان، وبالتالي فهذه العملية غير قانونية بحسب مصادر مصرفية. اما حزب الله فيدافع عن هذه الخطوة نافياً اي مسّ بالأنظمة المالية في لبنان، وأورد موقع ” العهد” التابع لحزب الله ” ان جمعية “القرض الحسن” دخلت على خط “لن نجوع” بخطة اقتصادية مالية محكمة، بدأت مؤخرًا ويبدو أن الآتي أجمل”. اما جمهور الحزب فيردّ على منتقدي نظامه المصرفي بأنهم ” ينفّذون إملاءات أمريكية وفروض الطاعة العمياء لتعليمات سفارة عوكر”.