أنا مسيحي الديانة، لكنّي مسلم العقيدة فقد حرص والدي على إلحاقي بالكتاب الذي مكّنني من حفظ القرآن كاملًا، فأنا ملم بكل شيء من العقيدة الإسلامية وأعشق كل ما يقربني منها"، هكذا عبّر الفنان الكبير فاروق نجيب عن نفسه في أحد الحوارات الصحفية وعن مدى تأثره ثقافيًا وفكريًا بالمجتمع الإسلامي رغم ديانته المسيحية وهو ما جعل العديد من النقاد يصفه بأنه التعبير الأصدق عن الوحدة الوطنية.
ولد فاروق نجيب ميخائيل في العام 1940 بحي شبرا بالقاهرة، وحصل على ليسانس آداب جامعة عين شمس ووفقًا لما ذكره في أحد اللقاءات التلفزيونية أنه تعلم القراءة في الكتاب وحفظ الكثير من سور القرآن الكريم في سن صغير.
حصل فاروق نجيب ميخائيل على ليسانس آداب جامعة عين شمس، واكتشفه الشاعر والكاتب المسرحي نجيب سرور، الذي عرض عليه دوره الأول في مسرحية "وابور الطحين"، وتوطدت الصداقة بينهما وظل نجيب سرور داعمًا لنجيب ميخائيل، وقدم العديد من الأدوار التي غلب عليها الطابع الكوميدي سواء على خشبة المسرح أو في التلفزيون، ومن أشهر الأعمال التي شارك فيها: "السيرة الهلالية، الفرسان، الدالي، حياة الجوهري، ذئاب الجبل" وغيرها من الأعمال، جسد أدوار الحاوي في بعض المسلسلات التاريخية مثل الفرسان و"طارق بن زياد"، وشارك في عدد قليل من الأفلام السينمائية أبرزها "السكاكيني" و"الرصيف" و"سفاح النساء" منها "اللص والكلاب" و"حب في التخشيبة"، كان آخر ظهور له فنيا سواء على شاشة التليفزيون أو السينما مسلسل "حاميها حراميها".
كانت الأشهر الأخيرة في حياته هي الأكثر مأساوية فقد توفت زوجته قبل وفاته بـ 6 أشهر، ثم جلس في المنزل حزنًا على فراقها، كما تجاهله المخرجون والمنتجون ولم يحصل على أدوار في الدراما أو السينما، فكانت آخر مشاركته في مسلسل الرسوم المتحركة "كليم الله".
خلال أحد اللقاءات التلفزيونية التي أجريت معه قبل وفاته:"أتوجه بالسؤال لكبار منتجى ومخرجى مصر، لماذا أنا بعيد عن الأعمال الفنية، قديمًا كنت أدخل المنزل الساعة 4 أو 5 صباحا، أتناول أى شىء، ثم أنام ساعتين لأن سيارة الاستوديو ستأخذني إلى التصوير فى صباح اليوم التالى، وبمجرد أن أصل، أقوم بدورى سريعا، لأن هناك عملا آخر ينتظرنى، وهكذا كان إيقاع يومى، الكاميرا والمسرح والإذاعة هما عشقى الأول، وأفتقد كثيرا الوقوف أمامهم، فأنا عملت مع كبار مخرجى التليفزيون المصرى، مثل محمد سالم، الذى كان يعشق شيئا اسمه فاروق نجيب، ويوسف مرزوق وأحمد توفيق ورباب حسين وعادل صادق، وكان يتفنن فى دفع فاروق غرامة بسبب تأخيرى، فكان يأخذ منى الغرامة ولا يضعها فى جيبه، لكنه كان يعطيها للفنيين".
لم يكن البعد عن الأضواء، فقط، هو ما تعرض له فاروق فقد ساءت حالته الصحية والنفسية، أيضًا، فقد أصيب بالفشل الكلوي، وأدى ذلك لمضاعفات ودخل المستشفى حتى توفى على فراش المرض في العام 2014 بعد شهور قليلة من وفاة زوجته.