في ذكرى ميلاد الموسيقار الكبير محمود الشريف، الذي ترك أثرا لا يمحى من الأعمال الخالدة، فمن أبرز ما قدم "رمضان جانا"، "3 سلامات"، "حلو وكداب"، وغيرها.
وعلى الرغم من نجاحه الفني إلا إنه لم ينل حقه ولم يكن تحت الأضواء، بسبب علاقة الحب التي جمعته بكوكب الشرق أم كلثوم"، وتسببت في اضطراب حياته.
وتزامنًا مع هذه المناسبة تواصلنا مع الناقد طارق الشناوي الذي يعرف الشريف جيدًا وكان قريبا منه بما يكفي ليروي لنا تفاصيل أكثر عن حياة المبدع الراحل.
عزة نفس
قال "الشناوي"، إنه يذكر أول لقاء جمع بينهما، إذ ذهب إليه في بداية عمله بمجال الصحافة بجريدة روز اليوسف، في شقته القاطنة بباب اللوق، مؤكدًا إنه كان يتميز بعزة نفس شديدة، مضيفا: "رغم مروره بظروف صعبة جدًا، إذ مرت عليه أيام كثيرة، خاصة في الثمانينيات، لم يكن لديه إيجار الشقة، وكان وقتها ١٠ جنيهات فقط، إلا إنه لم يبيع لحنه لكي يكسب قرشين".
قصة حبه لكوكب الشرق
روى "الشناوي" تفاصيل قصة الحب التي جمعت بين أم كلثوم وبين الشريف قائلًا: "أم كلثوم في مرة كانت فى مكتب محمد فتحي، مقدم حفلاتها قبل ثورة ١٩٥٢، وسمعت أغنية (بتسألينى بحبك ليه)، التي كانت سببًا في شهرة المطرب محمد عبدالمطلب، فأعجبها اللحن وتوقعت أنه يخص موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ولكن فتحي أخبرها أن اللحن خاص بمحمود الشريف، وبعدها تعرفت عليه وبدأت قصة الحب".
خطوبة أم كلثوم والشريف
تابع "الشناوي: "في عام 1946 خرجت الصحف بمانشيتات خطوبة أم كلثوم على محمود الشريف، ولكن لم يمر أسبوع على تلك الخطوبة حتى خرج مصطفى أمين بمانشيت رئيسى وصف الخطوبة بجنازة حب، وجاء فى مقالته أن الثنائى انفصلا بسبب عدم معرفة أم كلثوم بأنه متزوج، وأنها قالت مقدرش أبني سعادتى على سعادة واحدة تانية"، لافتًاأن الشريف أكد لي علم أم كلثوم بزواجه".
حقيقة زواجهما عرفيا
وعن حقيقة زواج أم كلثوم والشريف عرفيًا، قال الشناوي ، أن قصة الحب انتهت بخطوبة معلنة، وتم الزواج بينهما دون الإعلان عنه: "أم كلثوم رفضت إعلان الزواج بشكل رسمى، ولكنه الوحيد الذي قالت عنه الأمر لمحمود وما يريد".
أنا والعذاب وأم كلثوم
وعن سبب تناول الشناوي لعلاقة أم كلثوم والشريف في كتاب يحمل اسم أنا والعذاب وأم كلثوم، برر الشناوي ذلك قائلًا: "لأن محمود الشريف كان يرى أن هذه العلاقة تسببت فى عذابه ولم تكن جنة، لأنها لو لم تكن تزوجته كانت ستغني له، حتى إنه كان من المفترض أن يكون السلام الوطنى لمصر عام ١٩٦٠ نشيد "الله أكبر" تلحين محمود الشريف، لكن نتيجة لضغوطات مارستها أم كلثوم ذات العلاقة الجيدة بالرئيس جمال عبدالناصر، تم اختيار والله زمان يا سلاحى لتصبح هي السلام الوطني، لذلك رأيت أن هذا العنوان هو الأنسب لحياة محمود الشريف.
هجوم قوي
وعن سبب عدم ذكر أم كلثوم لقصة حبها مع الشريف، قال "الشناوي"، إنه يرجح ذلك لأن أم كلثوم كانت تخشى الشريف، وكانت تتجنبه وتتجنب الحديث عنه حتى لا تذكر أمرًا بشأنه قد لا يعجبه، ومن ثم تعرض نفسها لهجوم قوي منه، وهذا ما تأكدت منه، حيث سُئل عن سبب الهزيمة في ٦٧ فقال: "الحشيش وأم كلثوم".
وفاته
في 29 يوليو 1990، رحل عن عالمنا الموسيقار الكبير، بعد مسيرة فنية خلدت اسمه وسط قامات الموسيقى العربية.