رسم وزير الطاقة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، صورة جميلة لمستقبل المملكة وأبنائها في ظل تحقيق مستهدفات رؤية 2030، كما رسم صورة مماثلة لقطاع النفط ومشروعاته، والجدوى منه في تعزيز الاقتصاد الوطني، وازدهار حياة المواطنين بشكل أكبر وأعظم من ذي قبل. وأسدى الأمير عبد العزيز عشرات النصائح للشباب، أهمها ألا يفرحوا لنجاحاتهم المتكررة، وأن يستثمروا أخطاءهم، ويستفيدوا منها فيرسم ملامح شخصياته. ولم ينس الوزير الأجانب في المملكة، ووعدهم بوظائف نوعية في قطاع النفط بجانب الوظائف التي يتم توفيرها للمواطنين، واصفًا إياهم بأنهم”شركاء السعوديين في النجاح”. واستثمر وزير النفط فعاليات منتدى مسك العالمي، التي شارك فيها أمس، بحضور نحو خمسة آلاف شخص ومشاركة 140 شخصية قيادية وريادية، يمثلون أكثر من 120 دولة حول العالم، في استكشاف الاتجاهات الجديدة، والتحولات الجارية في عالم العمل، والمساهمة في تمكين الشباب من التكيف مع تغيرات وتحولات العمل، وبناء مهارات اقتصاد المستقبل.
وكشف الوزير عن أفكار ريادية جديدة، يتم استثمارها بطرق علمية، تهدف إلى تعزيز قطاع الطاقة وزيادة إنتاجيته وفائدته للوطن والمواطن، فأعلن للجميع أن “المملكة تعمل وفق برنامج واضح المعالم، لزيادة الطلب على النفط، بعيدًا عن الأساليب التقليدية”. وقال إن “هذا البرنامج، يقوم على البحث عن طرق جديدة، لاستعمال النفط والغاز، وسينفذ تدريجيًا من خلال مكتب تنفيذي، سيبدأ به قريبًا”، مضيفًا “سنستخرج النفط حتى آخر جزء من الكربون”. وخاطب الوزير الحضور، وقال إن رؤية 2030، مهمة تنفيذها تقع على كل مواطن ومواطنة، مشددًا على أهمية تعزيز المعرفة والتعليم والتدريب، لتحقيق مستهدفات الرؤية على أرض الواقع. وقال: “أنتظر بكل شوق اليوم الذي سيأتي كل منكم، إلى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، وتخبرونه بأنكم أنجزتم مهمة تحقيق الرؤية كاملة، هذا اليوم سأفتخر به وأترقبه، ولا أخفيكم أنني أرى ملامح هذا اليوم قريبة منا”.
وأظهر وزير النفط، ولاءً استثنائيًا لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، التي تعلم فيها، وقال:
هذه الجامعة، توحدت فيها أحلام وتطلعات الجميع، من الفقراء والأمراء، من جميع الجنسيات الذين سعوا للحصول على الشهادات العلمية من الجامعة، للعمل في شركة أرامكو أو شركة سابك، مشيرًا إلى أن جيل الآباء والأجداد صنع الكثير من الإنجازات التي لا يمكن إغفالها أو تجاهلها. وأضاف “الجامعة حاضنة للجميع، ففيها التنوع الثقافي والمعرفي، حيث تقابل طلابًا من جميع الجنسيات”. وأسدى الوزير نصيحة للشباب الحاضرين في اللقاء، وقال في الجلسة التي شارك فيها إلى جانبه خلدون خليفة المبارك الرئيس التنفيذي للمجموعة العضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار في الإمارات العربية، وباتريك بوياني رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال في فرنسا، “لا تكتفوا بتخصص علمي واحد؛ لأنكم بذلك تضعون أنفسكم في صندوق مغلق، فانتبهوا لأهمية طلب العلم، وتعدد التخصصات قدر الإمكان”. وأكد الأمير عبد العزيز أهمية “تدريب الشباب، ونصحهم بضرورة أن تكون لديهم روح المبادرة والتعلم بدءًا من قراءة التاريخ والأمور الهندسية، وغيرها من العلوم.
وطمأن الأمير عبد العزيز بن سلمان الجميع على مستقبل قطاع النقل، لارتباطه بقطاع النفط، وقال: “نعمل على مشروع السيارات الكهربائية ومحطاتها، فالمملكة لم تتأخر في هذا المشروع، وهي تعمل وفق برنامج واضح، يهدف إلى توفير وسائل النقل للمواطنين بأسعار رخيصة، فما زال البنزين والسيارات المعتمدة عليه هي الأفضل والأقل تكلفة والأقل إشكالية، والأهم أن نوفر للمواطنين وسائل النقل الأرخص، والأقل تكلفة عليهم، سواء من ناحية الشراء والصيانة والتشغيل”.
وعاد الأمير عبد العزيز بن سلمان، ليخاطب الشباب، مؤكدًا لهم أن الأخطاء التي قد يقعون فيها، هي من تتولى حمايتهم في المستقبل، وقال لهم: “عليكم أن تتعلموا من أخطائكم، وليس من نجاحاتكم، فقد يصبح الشخص مغرورًا إذا استمر في تحقيق النجاحات بصفة مستمرة، فيشعر بأنه وصل إلى القمة، فالأخطاء تجعلك تشعر بالألم، وتتقلب في فراشك من شدة القلق، وتجعلك تقسم وتصر على أنك لن تكرر ما قمت به من أخطاء، وفي النهاية الأخطاء تشكل شخصيتك، وإذا كنت تخجل من الخطأ وتخشى الوقوع فيه، فالأفضل أن تبقى في منزلك، وترى الجميع من حولك يتقدمون ويتعلمون من أخطائهم، وأنت تقف مكانك”.