بصفته كان رئيسَا للبيت الأبيض في فترة مضطربه في تاريخ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، طرح الرئيس الأمريكي السابق، كتاب "أرض الميعاد Promised Land"، الذي يتضمن سيرته الذاتية، و إذ تضمنت فترة رئاسته أحداث ما سمي بـ"الربيع العربي"، والتي تغيرت في أعقابها الخريطة السياسية بشكل كامل، بعد سقوط العديد من الأنظمة العربية.
تلك الأحداث الكبيرة، جعلت لمذكرات أوباما، أهمية كبيرة باعتبارها تحتوي الكثير من الكواليس عن تلك الفترة، وحوارات من داخل قصور الحكم، مع أبرز القادة العرب في ذلك الوقت، كما توضح كيف كانت الولايات المتحدة الأمريكية تنظر لمنطقتنا، وفي أحد حواراته الصحفية لـ"سي إن إن"، قال أوباما عن مذكراته: "كنت كلما حاولت إنهاء فصل ما باعتباره الفصل الأخير.. أجد الكثير من التفاصيل التي يفترض علي كتابتها.. لذلك قررت كتابة الكتاب كاملًا بالقلم وليس باستخدام كمبيوتر".
ويعرض أوباما صورة مختلفة لكثير من قيادات المنطقة العربية في مذكراته، إذ يقول:أن أن الضغوط التي مارستها خلال الربيع العربي لم تكن دائما موضوعية"، كما يعيد التفكير في الانتقادات التي وجهت إليه، ووصفته بالمنافق لأنه أقنع الرئيس مبارك بالتنحي في مواجهة ثورة 2011 بينما تساهل مع البحرين، حيث تعتبر قاعدة رئيسية للقوات الأمريكية، رغم أنه كانت تقمع المظاهرات أيضًا.
السعودية و المجوهرات الفاخرة
وكشف اوباما في مذكراته كيف أنه غضب عند زيارة السعودية، نتيجة فصلها الصارم بين الجنسين وقوانينها الإسلامية، إذ قال إن "الملك حاول منحه مجوهرات فاخرة"، مضيفًا أنه "غضب من الشعور بالقمع والحزن الذي يولده السعودية، كأنني دخلت إلى عالم أبيض وأسود".
ماذا قال عن مبارك؟
كان موقع "ذا أتلانتك" نشر على مدار الأيام الماضية أجزاء من الكتاب، والتي كشفت أجزاء كبيرة من السيرة الذاتية لأوباما.
وكتب أوباما: "لم تكن لدي طريقة ما لشرح التناقض الواضح.. لكنني أعترف أن العالم كان في حالة فوضى؛ وكان علي مواصلة الموازنة بين المصالح المتنافسة.. وللأسف لم أتمكن في كل حالة من تقديم أجندة حقوق الإنسان على اعتبارات أخرى.. فقط كنت أحاول أن أفعل ما بوسعي، عندما يمكنني ذلك، لتعزيز القيم الأمريكية".
وتحدث أيضًا عن طبيعة الضغط على البحرين وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الذي وصفه أوباما بأنه "أذكى زعيم في الخليج.. وحتى ذكى من مبارك".
بعد لقاء مبارك في العام 2009، كتب باراك أنه "يعيش في عزلة داخل قصره، كجميع الرؤساء العرب، حيث يكون كل تفاعل لهم من خلال موظفين جامدي المشاعر يحيطون بهم.. وغير قادرين على التمييز بين مصالحهم الشخصية ومصالح شعوبهم"، موضحًا أنه كان على دراية بالمخاطر عندما دفع مبارك علنًا للتنازل عن السلطة، قائلًا:لو كنت شابًا مصريًا لتظاهرت ضده".
كيف يرى أوباما تحركات نتنياهو؟!
كانت علاقة أوباما ونتنياهو متوترة، خاصة حول الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، ويرى أوباما أن نتانياهو، سياسي ماهر "لكن رؤيته لنفسه على أنه المدافع الأول عن إسرائيل سمحت له بتبرير أي شيء تقريبًا للبقاء في السلطة.. ومعرفته بكواليس السياسة والإعلام في أمريكا أعطاه الثقة في أنه يستطيع مقاومة أي ضغط يمكن أن أمارسه عليه".
وأعرب أوباما في كتابه بصراحة أنه شعر بالإحباط من اللوبي االصهيوني الموجود في لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك".