تمر اليوم الذكرى الـ151 على افتتاح قناة السويس البحرية للملاحة أمام حركة السفن البحرية، وهي من أهم المشروعات الضخمة والتي تمكنت من إعادة شكل خريطة العالم وقلّلت من عُمر الملاحة العالمية وأصبحت قِبلة مصرية للسفن العالمية.
في أبريل 1859 بدأ حفر القناة واستمر لمدة 10 سنوات بسواعد مئات الآلاف من الفلاحين المصريين، مع تواجد أكثر من 30 ألف عامل في القناة في أي فترة من فترات حفرها ، وضع ديليسبس بمفرده لائحة العمال وحاز على توقيع الخديوي سعيد عليها، والتي ضمنت لشركة قناة السويس البحرية الموارد البشرية الهائلة من خلال تعبئة المصريين لحفر القناة.
وجاءت المادة الأولى من اللائحة لتنَص على أن تقدم الحكومة المصرية العمال للشركة طبقًا للطلبات التي يتقدم بها كبير مهندسي الشركة وطبقًا لاحتياجات العمل، وحددت المادة الثانية أجور العمال التي تراوحت ما بين قرش ونصف القرش وثلاثة قروش في اليوم، وإذا كان العامل دون الثانية عشرة من عمره يتقاضى قرشًا واحدًا في اليوم، والتزمت الشركة بتقديم الخبز المقدد إلى كل عامل بصرف النظر عن عمره.
ونصت اللائحة على فرض عقوبات على العمال الهاربين من الحفر، فالعامل المهمل يخصم من أجره بما يتناسب مع مقدار إهماله أما العامل الذي يهرب فيفقد أجر الخمسة عشر يومًا المحفوظة بخزينة الشركة، ونصت اللائحة أيضًا على عمل مستشفى ميداني بمنطقة الحفر ومراكز للإسعاف مزودة بالأدوية.
في الـ25 إبريل 1859، دشن ديليسبس حفر القناة في عهد الخديو سعيد، وانتهى العمل بها بعد عشر سنوات في عهد الخديو إسماعيل الذي سافر إلى أوروبا في 17 مايو 1869 لدعوة الملوك والأمراء ورؤساء الحكومات ورجال السياسة والعلم والأدب والفن لحضور حفل افتتاح القناة الذي عزم أن يقيمه في نوفمبر 1869، وبعد أن عاد الخديو إسماعيل إلى مصر بدأ في الإعداد للحفل الكبير فاستخدم 500 طاه وألف خادم ليكونوا في خدمة الضيوف.