اكشفت سميرة الشهبندر، زوجة صدام حسين الثانية، التي تعيش في لبنان باسم مستعار مع الابن الوحيد المتبقي للرئيس السابق، علي، ان الرئيس كان يتصل بها هاتفيا كل اسبوع او يرسل رسائل لها. وقالت الشهبندر «اذا كان لا يستطيع ان يقول شيئا مع التفاصيل في الهاتف فانني اتلقى رسالة توضح الأمر خلال يومين او ثلاثة».
وقالت سميرة الشهبندر، التي توجهت الى سورية في مارس (اذار) 2003 بعد اندلاع الحرب، لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية في حديث نشرته الصحيفة: ان صدام أعطاها خمسة ملايين دولار اضافة الى حليها ومجوهراتها قبل توجهها الى سورية مع ابنهما علي الذي يبلغ الحادية والعشرين من العمر. واضافت الصحيفة ان الاسم الاول في جواز السفر الجديد لسميرة الشهبندر هو خديجة، وقد اوضحت انها ستتوجه الى باريس الشهر 2003. وذكرت الصحيفة ان الاسم الاول لعلي في الجواز اللبناني اصبح حسن، وهو الابن الوحيد الباقي على قيد الحياة لصدام حسين بعد مقتل ولديه عدي وقصي في 22 يوليو (تموز) من العام نفسه في الموصل شمال العراق. وقالت الصحيفة ان والدتهما ساجدة الزوجة الاولى لصدام حسين موجودة حاليا في سورية. والتقى مراسل للصحيفة الشهبندر في احد مطاعم بعلبك (شرق لبنان) من دون تحديد تاريخ حصول اللقاء.
ونشرت الصحيفة صورا بالاسود والابيض لهذه المرأة، مؤكدة انها المرة الاولى التي تكشف فيها الصحف عن وجهها. وقالت الشهبندر ان صدام حسين اكد ان سقوط نظامه نجم عن خيانة اقرب معاونيه. وذكرت انها توجهت الى مخبئه في التاسع من ابريل (نيسان) يوم سقوط بغداد لتودعه. وروت «تقدم نحوي وبدت عليه علامات الحزن والاحباط» مضيفة «لقد اصطحبني الى غرفة مجاورة وبكى لانه ادرك انه تعرض للخيانة. قال لي بأن لا اخاف وقبل عليا قائلا له : لا تخف واعتن بوالدتك». وخلصت الى القول «كما اعرف زوجي لا اعتقد انه سيتم القاء القبض عليه». وتذكرت الشهبندر، التي تتحدر من عائلة استقراطية كانت تنظر بازدراء الى ابناء الريف من امثال صدام ، تفاصيل لقائها الاول مع الرئيس الرااحل. وقالت الشهبندر التي كانت متزوجة في حينه من طيار عراقي ولها منه ولد وبنت: انها كانت تعاني مشاكل مع زوجها، وذات يوم حضر صدام نزهة مدرسية مع ابنته الصغرى حلا ووقعت عيناه عليها وسحر بها.
واضافت «صدام أتى الى منزلي بعد اسبوعين من سفر زوجي الى الخارج. كان (صدام) اقوى رجل في العراق، وكان يحمل باقة ورد وعلبة حلويات هدية لي.. بدا غير قادر على الكلام عندها قلت لنفسي : هذا رجل يحبني حقا». اختطف صدام زوج سميرة الذي قام بتطليقها. وعين الزوج لاحقا مديرا للخطوط الجوية العراقية. واصبحت الشهبندر زوجة صدام الثانية تقول ان الرئيس صدام «كان يحب ساجدة كزوجة وام لاولاده.. لكنه لم يحب أحدا مثلما احبني». وتقول سميرة انها بعد الزواج اصبحت مثل غجرية «تتحول معه من منزل الى منزل مفضلا ابقاء الزواج سرا. وقالت عن صدام «كان زوجا صالحا.. لا اخشى الموت اذا حانت ساعتي.. كنت اعلم انني لو قلت (لا) لصدام انه ربما كان سيقتلني». وقالت سميرة الشهبندر ان صدام «ارتكب أخطاء لكنه قال لي انه ادرك مبكرا ان العراقيين اذا اعطيتهم تفاحة فانهم سيطالبون بالسلة كلها» وانه كان يجب ان يكون صارما معهم. لكن الشهبندر لم تجد تناقضا بين هذه المعاملة للعراقيين وبين شرائه حليا ومجوهرات لها بقولها ان الرئيس «كان يحب ان يشتري لي مجوهرات».
وعن بدايات الحرب تقول الشهبندر ان صدام كان واثقا من النصر، وقالت «كان يعتقد بأننا سننتصر.. كنا مستعدين للحرب». ومع دخول القوات الاميركية بغداد رتب صدام عدة منازل آمنة لسميرة في بغداد والى الشمال منها. المنزل الأول كان في منطقة المنصور بالعاصمة، حيث امضت اسبوعا مع عائلة قالت انها من معارف والدتها. بعد ذلك ذهبت هي مع ابنها علي الى ديالى. وفي كل تنقلاتها كان حراس صدام يرافقونها. وفي الاسبوع الثالث من الحرب اعادوها الى المنصور حيث زارها صدام. قالت انها ابلغته بأن الاخبار سيئة لكنه اجاب «هذا هراء.. سنوقعهم في فخ في بغداد». وفي التاسع من ابريل (نيسان) مع سقوط بغداد زارها صدام «كان حزينا وكئيبا.. أخذني الى غرفة مجاورة وبكى.. ادرك انه تعرض لخيانة». واضافت «قال لي الا اخاف.. قبل عليا وقال له: لا تخف». بعد ذلك جاء حراس صدام واخذوها في شاحنة «بيك آب» مع ابنها الى الحدود السورية.