قبل ثلاثة أعوام، وتحديداً يوم 4 ديسمبر 2017م، لقي الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، مصرعه على يد قوات جماعة الحوثيين، بعد حرب طاحنة اندلعت في العاصمة صنعاء، لكنها لم تستمر سوى يومين اثنين. ولا تزال الحادثة التي يعدها مراقبون أهم حدث في تاريخ اليمن منذ اندلاع ثورة الشباب في 2011م للإطاحة بنظامه، محط غموض كبير، وتلفها التكهنات والأسرار حتى اليوم.
وفي هذا الصدد تواصل سياج بوست بأحد الضباط الذين كانوا من آخر من استسلم من حراسات الرئيس السابق، بعد أن أطبق الحوثيون الخناق عليهم في محيط دار الثنية الذي يملكه صالح، في شارع حدة وسط صنعاء. وأكد الضابط الرواية التي تحدثت بأن صالح قاتل حتى قتل، ولم يتعرض للأسر. وقال إن صالح كان يخشى من الأسر في أيدي الحوثيين، ويخشى أن يشعر بالإذلال أمام عبدالملك الحوثي في آخر أيامه، بعد أن كان الرجل الأول في البلاد والآمر الناهي فيها لأكثر من ثلث قرن. وحول تفاصيل آخر لحظات صالح، قال الضابط لـ سياج بوست إن صالح أجرى مكالمة بعدالملك الحوثي أثناء اشتداد الضرب، وقال له بالحرف: هل هذا جزاء المعروف الذي قدمته لك وهل سترضى بأن أقتل وأنا من أنا، ولي فضل كبير عليكم.
وأشار بأن الحوثي رد على صالح بكلمات لا يدري فحواها بالضبط، لكنه فهم من كلام صالح بأن عبدالملك الحوثي طلب منه الاستسلام ولن يمسه أحد بسوء. وتابع: كان صالح يأمل بأن يتعقل عبدالملك الحوثي وأن يحفظ للرجل قدره، لكن زعيم الحوثيين كان متشنجاً بسبب الكلمة النارية التي ألقاها صالح لأنصاره قبل يومين من مقتله، والتي هاجم فيها زعيم الحوثيين بشدة، طالباً من اليمنيين بالثورة عليه. وأشار بأن صالح كان يفهم بأن استسلامه لعبدالملك سيجرعه الذل والهوان المرير، لذا فقد أغلق التلفون مباشرة وقال لأصحابه أنه سيقاتل حتى الموت.