على الرغم من أن سوق السيارات مفتوحة لكل المشترين، إلا أن المستهلكين يحتاجون إلى نصيحة جيدة تعينهم على اتخاذ القرارات، واجتناب الوقوع في فخاخ التسويق التي تأخذهم إلى صفقات وخيارات لم يكونوا يوماً راغبين فيها.
بالنسبة إلى خبراء "أوتوبلوغ" Autoblog المتخصّص في قطاع السيارات، ولا سيما السوق الأميركية، لا يُمكن للمستهلك أن يفهم الفرص المتاحة في عالم المركبات من خلال أداء سوق الأسهم "الخادعة"، لكن هذه العملية تصبح أسهل بالنسبة إليه، من خلال استراتيجية ثلاثية:
الأولى، سيجد المستهلكون صفقات لا تقبل المنافسة على السيارات الجديدة حالياً وخلال الأشهر القليلة القادمة.
الثانية، منذ منتصف يونيو/حزيران المنصرم، تنخفض أسعار السيارات المستعملة إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.
الثالثة، في الرُبعين الثالث والرابع من عام 2020، ومع قيام المصانع بزيادة المخزونات ونفاد أموال التحفيز، يتوقع الخبراء جولة أُخرى قوية من حوافز بيع السيارات الجديدة من أجل تحسين أرقام نهاية العام.

في الوقت الحالي، لا يمكن لأي متسوق أن يفوّت إعلان الحسومات والحوافز الأخرى التي بلغ متوسّطها نحو 4700 دولار على كل سيارة جديدة بيعت في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، وتحديداً في مايو/أيار الماضي، فيما يشير الخبراء إلى أن الطلب قد يتراجع بسرعة أكبر على السيارات الجديدة والفاخرة، والتي تميل إلى جذب المشترين ذوي الدخل المرتفع لانعزالهم نسبياً أكثر من غيرهم عن المشكلات الاقتصادية الحادة.
وسواء خلال فترة جائحة كورونا أم بدونها، لا ينبغي للمستهلك أن ينسى النصيحة الدائمة المرتبطة بالعرض والطلب. فعندما تُعرض السيارات للبيع يكون السبب أن السوق قرّر أنها لا تستحق السعر كاملاً.
لكن مجرّد كون السيارة معروضة للبيع فإن هذا لا يجعلها عملية شراء ذكية، ولا سيما إذا كانت المركبة تحظى بتصنيف ضعيف، أو لم تكن السيارة التي يريدها الزبون حقاً، إلا أنه يجدر بك أن تعلم أنها سيارة ستقودها وتعيش معها لسنوات قادمة.
والنماذج عالية الطلب التي تُباع بخصم ضئيل أو بدون خصم يمكن أن ينتهي بها الأمر لتصبح عمليات شراء طويلة الأجل أكثر ذكاء، لأنها تحتفظ بنسبة أكبر من قيمتها الأصلية بمرور الزمن.
ففي الوقت الحالي، تشهد إقبالاً شاحنات الـ"بيك أب" التي فاقت مبيعات سيارات السيدان للمرة الأولى في التاريخ خلال إبريل/نيسان الماضي، وكذلك الطرازات الساخنة من علامات تجارية مثل "سوبارو" و"كيا".

اعرف ما تريد مسبقاً
إذا دخلت إلى صالة عرض من دون أن تعرف مسبقاً نوع السيارة التي ترغب في شرائها، فأنت في منتصف الطريق لعقد صفقة قد تندم عليها لاحقاً. لقد ألغى عصر كورونا أي عذر لعدم أدائك واجبك المنزلي في البيت قبل الذهاب إلى وكالة السيارات.
إذ يمكن للعملاء البحث عن النماذج والبدء في التسوق باستخدام مواقع متة، مثل "أوتوبلوغز كار فايندر" Autoblog’s Car Finder مثلاً.
أصبح تجار السيارات يعملون كل شيء عبر المنصات الرقمية، وهم على استعداد للتفاوض وتحديد الأسعار عبر الإنترنت، وهذه الشفافية تحدث ثورة في اللعبة: فمن كرسيهم المريح، يمكن للمتسوّقين اللعب مع التجار ومعرفة من الذي سيقدم أفضل صفقة.
كما من الحكمة دائماً ترتيب التمويل قبل الشراء، لمعرفة أسعار الفائدة أو الصفقات المرتبطة بظروف الوباء، علماً أن الخبراء يقولون إن هذه الطريقة في ممارسة الأعمال التجارية وُجدت الآن لتبقى حتى بعد انتهاء عصر كورونا. السيارات المستعملة يتفق الخبراء على أن الكم الهائل من السيارات المستعملة المتاح في الأسواق سيؤدي إلى انخفاض أسعارها على نطاق واسع.
وهذه أخبار رائعة بالنسبة للباحثين عن الصفقات، لكنها ليست أنباء جيدة بالنسبة للأشخاص الذين يتطلعون للمتاجرة بالسيارات التي يمتلكونها الآن.
ومع ذلك، تقول نائبة رئيس المنتج في تطبيق تسويق السيارات "كوبايلوت" CoPilot، ميكايلا بيكر، إن المستهلكين لا يزالون بحاجة إلى الانتظار، مضيفة: "الآن ليس أفضل وقت لشراء سيارة مستعملة"، مشيرة إلى أن أسعار الوكلاء متأخرة بشكل حاد في المنحنى الهبوطي، فقد انخفضت أسعار الجملة بنسبة تصل إلى 20%، لكن أسعار التجزئة انخفضت بنسبة 3.5% فقط".
من هنا، تقول بيكر إن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، خاصة مع توقع عودة 4.1 ملايين أميركي إلى السيارات المستأجرة في عام 2020، وهو رقم قياسي، مع ذروة موسم التأجير الصيفي الرئيسي، في وقت تتطلع "هيرتز" و"إنتربرايز" وشركات تأجير أخرى إلى التخلص من أساطيل ضخمة من السيارات المستعملة بأسعار منخفضة للغاية، الأمر الذي يزيد من إغراق السوق.
ولفتت إلى أنه في نهاية إبريل/نيسان الماضي، خرجت مليون سيارة مستعملة من المزاد، منها نحو 800 ألف بقيت عالقة في ساحات فائضة، ونبذها التجار الذين لا يمكنهم تصريف السيارات التي بحوزتهم.
وتعتقد بيكر أن "هناك عدداً كبيراً جداً من السيارات التي دخلت السوق بين يونيو/حزيران ومنتصف يوليو/تموز، ما فتح المجال أمام إمكان الحصول على أفضل صفقة، خاصة على السيارات التي يتراوح عمرها بين عام و3 أعوام"، بما يشمل "تويوتا كامري" و"نيسان ألتيماس" وسيارات السيدان الأخرى.