اهتزّت مدينة برشلونة والعالم الرياضي أجمع في الفترة الماضية، على وقع رسالة "بورو فاكس" من أسطورة الفريق الكتالوني، ليونيل ميسي، موجهة إلى إدارة الرئيس جوسيب ماريا بارتيميو، مفادها قراره بمغادرة الفريق في فترة الانتقالات الصيفية الحالية، في كابوس لم تكن تتمنى الجماهير حدوثه على الإطلاق، قبل تراجعه وعودته إلى تحضيرات الموسم الجديد.
وبدأت قصة ميسي مع برشلونة يوم 14 ديسمبر/كانون الأول عام 2000، عندما تعهّد كارليس ريكساتش، الأمين العام السابق في النادي، على مسؤوليته، بالتعاقد مع اللاعب، رغم بعض الآراء المخالفة، إلا أنه نجح في توقيع عقد مبدئي على منديل طعام مع لاعب أصبح من بين الأحسن في التاريخ، وحينها كان ميسي يبلغ من العمر (13 عاماً) في جلسة حضرها والده خورخي ووكيل أعماله هوراسيو جاجيولي. لتكون تلك نقطة البداية لمسيرة الـ(20 عاماً) لميسي مع برشلونة، توّجها بـ34 لقباً وأرقام فلكية يعجز من يخلفه عن الاقتراب منها على الأقل، تمثلت بـ731 مباراة حملت له 634 هدفاً و256 تمريرة حاسمة.
النمو وظهوره الأول
وقبل ذلك، وفي سنّ الحادية عشرة، شخّص طبيب الغدد الصماء الأرجنتيني دييغو شورارشتاين، وجود نقص جزئي في هورمون نمو ميسي، ولم تستطع عائلة اللاعب تحمّل تكلفة 900 دولار شهرياً للعلاج، لتتولى إدارة برشلونة المسؤولية في العملية بأكملها، حيث كان يبلغ طوله 1.27 متر فقط عندما كان عمره 9 سنوات، والآن في سنه الحالي يبلغ 1.70 متر.
يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2004، وفي لقاء الأسبوع السابع من الدوري الإسباني لموسم (2004/ 2005) في "ديربي كتالونيا" ضد إسبانيول، ظهر ميسي لأول مرة بقميص برشلونة، حيث اعتمد عليه المدير الفني الأسبق للفريق، فرانك ريكارد، احتياطياً في الدقيقة الـ(82)، إذ كان يبلغ من العمر حينها 16 عاماً فقط.
الهدف الأول وتسلّم الرقم 10
في 1 مايو/ أيار 2005 ضد ألباسيتي في ملعب "كامب نو"، وفي الدقيقة الـ88، قرر ريكارد إدخال ميسي، وبعد دقيقتين من دخوله بعمر 17 عاماً و10 أشهر و7 أيام، سجل هدفاً، ليصبح أصغر لاعب في تاريخ النادي يحقق ذلك.
في عام 2008 عندما غادر البرازيلي رونالدينيو برشلونة، ورث ميسي الرقم (10)، وهو رقم عاش به أفضل مستوياته كلاعب كرة قدم، وقبل ذلك حمل الرقم (30) في بدايته، ثم في العام التالي ارتدى الرقم (19)، وفي ذلك الموسم أطلق عليه لقب "البولغا".
34 لقباً وأفضل أهدافه
يملك ليونيل ميسي تاريخاً مع برشلونة، سيكون أي لاعب أمام مهمة شبه مستحيلة لتكراره، تمثلت بـ10 دوريات و4 بطولات دوري أبطال أوروبا، و3 بطولات لكأس العالم للأندية و6 ألقاب لكأس ملك إسبانيا، و3 كؤوس للسوبر الأوروبي و8 للسوبر الإسباني.
أما على المستوى الفردي، فتبرز على صفحته 6 كرات ذهبية و6 مرات حذاء ذهبي و7 أحذية "بيتيتشي"، أي كهداف "لليغا".
وسجل ميسي العديد من الأهداف المميزة التي يخلدها التاريخ، أما أبرز 10 أهداف له، فقد كانت متمثلة بهدفه الأول ضد ألباسيتي عام 2005، وهدفه في مرمى ريال مدريد على ملعب بيرنابيو خلال الفوز التاريخي (6/2)، وهدفه في نهائي كأس إسبانيا 2009، وهدفه في مرمى مانشستر يونايتد في نهائي دوري أبطال أوروبا 2009، وهدفه في بطولة كأس العالم للأندية عام 2009، وهدفه بمرمى ريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2011، وهدفه ضد بايرن ميونخ ومراوغته الشهيرة للمدافع بواتينغ عام 2015، وهدفه في نهائي الكأس عام 2015.
مدربوه وعبارات أسطورية
درب ليونيل ميسي خلال مسيرته مع برشلونة 7 أسماء، حيث كانت البداية مع الهولندي فرانك ريكارد (2003/2008) ثم بيب غوارديولا (2008/2012)، وتبعه الثنائي تيتو فيلانوفا وجوردي رورا (2012/2013)، ثم مواطنه خيراردو مارتينو (2013/2014)، وبعدها لويس أنريكي (2014/2017)، الذي خلفه أرنيستو فالفيردي (2017/2020) وأخيراً المقال قبل أيام كيكي سيتين (2020).
وحظي ميسي طوال مسيرته بعبارات وإشادة من مختلف نجوم كرة القدم على مرّ تاريخها، فقال ألفريدو دي ستيفانو عنه: "ميسي أحدث ثورة في عالم كرة القدم"، فيما قال بيب غوارديولا: "يوماً ما سأتمكن من إخبار أحفادي بأنني درّبتُ ليو"، أما ميشيل بلاتيني، فوصفه بأنه قاتل، "هو نجم النجوم".
150 منافساً
واجه ليونيل ميسي ما يُقارب 150 منافساً وأكثر من مائة حارس مرمى، لكن هناك البعض على وجه الخصوص الذين عانوا بشكلٍ مفرط، إذ يبقى الشبح الأكبر لنادي إشبيلية، الذي سجل في مرماه ما لا يقل عن 37 هدفاً موزعة على 24 مباراة، أحدها من ركلة جزاء وخمس ركلات حرة، اثنان منها في كأس السوبر الأوروبي.
ويعتبر دييغو ألفيس حارس فالنسيا السابق أكثر حارس تمكن من صد ركلات جزاء لميسي، لكنه يعتبر كذلك الأكثر تلقياً منه لأهداف بـ21 هدفاً وبفارق 3 أهداف عن غوركا ايرايزوس (18 هدفاً) وأربعة أهداف عن إيكر كاسياس (17 هدفاً). أما في أوروبا، فيُعَدّ أرسنال الضحية المفضلة لأهداف ميسي بـ(9)، ثم ميلان وسيلتك (8 أهداف) وأخيراً بايرن ميونخ (7 أهداف).
واستطاع ميسي في مسيرته التغلب على أساطير عظيمة في كرة القدم، وجمع ثروة طائلة من الأرقام القياسية، منها على سبيل المثال (627 هدفاً) منها (438) في الدوري وأكثر من سجل في الدوري في موسم واحد (50 هدفاً)، كذلك يعتبر أفضل هداف في مباراة واحدة بدوري أبطال أوروبا، عندما سجل 5 أهداف في مرمى باير ليفركوزن الألماني.