تذوق احد طلاب مدارس المملكة العربية السعودية حلاوة النجاح بعد صبر وجد واجتهاد ومثابرة وصولا إلى أولى خطوات سلم المجد والانطلاق نحو عالم المال والاعمال ..
وفي تفاصيل الحكاية أن طالب في المرحلة الثانوية بالرياض جسد أمام زملائه بالمدرسة قصة نجاح، حققها خلال سنة ونصف السنة من إطلاقه مشروعه التجاري الصغير لبيع الآيس كريم، عندما أطل عليهم بائعًا من نافذة عربة فود ترك ثالثة، باعثًا بذلك رسالة إيجابية لزملائه الطلاب بأهمية المشاريع الصغيرة، وقيمة العمل الحُر ماديًّا ومعنويًّا وفقا لموقع سبق السعودي .
وكشف عن أن دخله يقترب من 10 آلاف ريال شهريًّا؛ إذ تضخ كل عربة من عرباته الثلاث في رصيده اليومي ما لا يقل عن 100 ريال يوميًّا. عازيًا نجاحه لتوفيق الله، ثم لوالدته التي دعمته، ولم تبخل عليه بالعطاء والدعاء.
وتفصيلاً، قال الطالب بشار الحسن (17 عامًا)، الذي يدرس في الصف الثاني الثانوي بمجمع الأمير سلطان التعليمي التابع لمكتب تعليم شمال الرياض خلال مشاركته صباح اليوم ضمن فعاليات برنامج "المتجر الرابح"، الذي نظمه قسم النشاط الطلابي بالمدرسة بإشراف القائد التربوي صالح بن ناصر العمري، وتنفيذ رائد النشاط عبدالإله الأحمري: "أمتلك -ولله الحمد- 3 عربات فود ترك لبيع الآيس كريم، ودخلي منها يلامس 10 آلاف ريال شهريًّا، أي بمعدل 100 ريال من كل عربة يوميًّا".
وعن كيفية توفيقه بين الدراسة وعمله قال: "أجتهد في تنظيم الوقت، وإذا واجهتُ ازدحامًا في برنامجي الدراسي أقوم بإرسال السائقين للعمل". مشيرًا إلى أنه بدأ مشروعه التجاري منذ سنة و6 أشهر.
وعن بدايات تأسيس مشروعه أضاف "الحسن": بدأت الفكرة لدي منذ أن كنت طالبًا في الصف الثالث المتوسط، وقد اقترضت من والدتي مبلغًا، ووعدتها بإرجاعه لها، وقد وجدت منها تشجيعًا، ودعمتني بالعطاء والدعاء بأن ينجح المشروع. وبإذن الله وبتوفيق الله أصبح لي بدلاً من السيارة الواحدة سيارتان. كاشفًا عن نيته التوسع في هذا المشروع مستقبلاً، وتنويع نشاطه.
وعن سبب مشاركته في برنامج "المتجر الرابح"، الذي أقيم في المدرسة، أضاف الحسن: "تأتي مشاركتي دعمًا وتشجيعًا لزملائي الطلاب؛ كي يخوضوا غمار العمل الحُر، ويكسروا حواجز وأوهام ثقافة العيب التي تهدد المهن في مجتمعاتنا، وتحد من قدرات الشباب، وتشل طاقاتهم".
وأشار إلى أن "بعض الطلاب يشعر بالخجل والعيب أن يعمل في بقالة وغيرها خوفًا من النظرة الدونية. وأتيت لتأكيد وتجسيد نجاح مشروعي أمامهم".
وتابع: "رسالتي لزملائي الطلاب: العمل والشغل أيًّا كان ليس عيبًا أبدًا. ويمكنك التوفيق بين العمل الحُر والدراسة. وصنعة في اليد أمان من الفقر. وأيضًا لا يحتاج الشاب إلى انتظار الوظيفة وحمل هَم البطالة؛ فبالعمل الحُر يكون مستقلاً ماليًّا، ولا ينتظر مصروفه اليومي من والديه وإخوته وأسرته!".
وأوضح الطالب الحسن أنه وجد تشجيعًا ودعمًا من قِبل بعض الأمراء عندما شاهدوا مشروعه الصغير، وقال: "أشكر الأمير الوليد بن طلال، والأمير فهد بن تركي؛ وذلك لدعمهما وتشجيعهما لي؛ إذ كنت أعمل بالحارة، وأُعجبا بمشروعي البسيط. وهذا يعكس مدى الاهتمام الذي تحظى به المشاريع الصغيرة والشبابية من المستويات والطبقات كافة في مجتمعنا السعودي".
وكان القائد التربوي للقسم الثانوي بمجمع الأمير سلطان التعليمي التابع لمكتب تعليم شمال الرياض صالح بن ناصر العمري قد دشن اليوم برنامج "المتجر الرابح"، الذي شارك فيه عدد من الطلاب بأركان منوعة، نالت استحسان الجميع.
وبلغ عدد الأركان المشاركة 22 ركنًا لبيع المأكولات والمشروبات، إضافة إلى مناشط مختلفة، وألعاب يدوية وإلكترونية، في خطوة تهدف من خلالها إدارة المدرسة وقسم النشاط الطلابي إلى تشجيع الطلاب على الأعمال الحرة والأنشطة التجارية وإدارة المال واستثماره، ونبذ ثقافة العيب من ممارسة العمل الحُر.