كشف تحقيقٌ لصحيفة ألمانية، عن مسؤولية حزب الله اللبناني في انفجار بيروت، حيث تجمع بينه وبين مالك السفينة التي جلبت شحنة نترات الأمونيوم لميناء بيروت، علاقة قوية.
وجاء في التحقيق الذي أجرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية، بالتعاون مع "مشروع التغطية الصحفية لأخبار الجريمة المنظمة والفساد"، أمس الجمعة، أن مالك السفينة "روسوس" يدعى "شارالامبوس مانولي" وهو رجل أعمال قبرصي، وليس الروسي "إيغور غريتشوشكين" كما كان يعتقد في السابق.
ووفقًا للتحقيق فقد حافظ "مانولي" على علاقةٍ مع بنكٍ مرتبط بحزب الله، يدعى "إف بي إم إي" التنزاني، والذي اكتشف محققون أمريكيون في وقت سابق أن لديه تاريخًا في عمليات غسيل أموال لصالح "حزب الله".
كما تشير التحقيقات إلى أن شركة ذات واجهة سورية يشتبه أنها على صلة ببرنامج الأسلحة الكيمياوية لنظام الأسد، كانت أحد عملاء هذا البنك.
وبيّن تقرير الصحيفة أن الشركة التابعة لـ"مانولي" ومقرها في أمريكا الوسطى؛ تخلّفت بعد شهر واحد عن سداد الدفعة الأولى، فعرض "مانولي" السفينة "روسوس" كضمان مقابل القرض، لكن البنك رفض وصادر عوضًا عنها أملاكًا عقارية لـ"مانولي" في قبرص.
وتُظهر وثائق البنك أن "مانولي" لا يزال مدينًا له بمبلغ 962 ألف يورو، منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014، وهنا تكشف صحيفة "ديرشبيغل" أن البنك سيئ الصيت معروف بلجوئه إلى الضغط على المقترضين المتعثرين لتقديم خدمات للعملاء المشكوك بأمرهم مثل حزب الله، فهل كان توقف السفينة في بيروت مقصودًا، بغرض تقديم خدمات إلى الحزب؟
وحول الأنباء التي تشير إلى أن وجهة السفينة كانت موزمبيق، أشارت تحريات الصحيفة الألمانية إلى أن الشركة الموزمبيقية لم تدعِ يومًا أن الأطنان الـ 2750 من نترات الأمونيوم تعود إليها، بل إن السلطات اللبنانية لم تقم بمصادرتها في أي وقت من الأوقات.
وبحسب التقرير لا تُظهر السجلات اللبنانية أية محاولة من قِبل الشركة لاستعادة الشحنة التي كانت قيمتها الأصلية 700000 دولار، كما لم يبذل "مانولي" أية جهود لاستعادة سفينته، التي غرقت في نهاية المطاف خارج الميناء في فبراير/شباط 2018.
وأكدت الصحيفة أن شحنة نترات الأمونيوم لم يعترف أحد بدفع ثمنها، ولم يحاول أحد استعادتها، وفي نهاية المطاف تم تخزينها لمدة ست سنوات في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، وفشلت كل محاولات مسؤولي الجمارك وسلطات المرفأ للتخلص من هذه الشحنة، نتيجة تجاهل السلطات اللبنانية البرقيات التي كانت تصلهم بهذا الشأن، وهنا تساءلت الصحيفة: هل كان الإبقاء على نترات الأمونيوم في العنبر رقم 12 أمرًا مقصودًا؟
وختم تقرير الصحيفة بالتساؤل: لا يزال من غير الواضح اليوم مقدار نترات الأمونيوم التي انفجرت يوم 4 أغسطس/آب، ولكن مسؤولي المخابرات الأوروبيين المشاركين في التحقيقات يقدرون الكمية بين 700 و1000 طن، فأين ذهب الباقي، وهو الذي يشكل النصيب الأكبر من الشحنة؟
يذكر أن انفجار ميناء بيروت الكارثي تسبب في مقتل 154 شخصًا بينهم 43 سوريا على الأقل، بالإضافة لتدمير جزء كبير من المدينة، وخسائر مادية واقتصادية، قدرها مسؤولون بـ15 مليار دولار تقريبًا.