كشفت وسائل الإعلام الألمانية اليوم الخميس مفاجأة من العيار الثقيل بخصوص إنفجار مرفأ بيروت الذي وقع أوائل الشهر الجاري وهز لبنان والعالم أجمع.
وأوضحت صحيفة دي فيلت الألمانية، تفاصيل 3 شحنات من نترات الأمونيوم، تقدر بنحو 650 طنا، تسلمها حزب الله اللبناني من إيران أواخر 2013 وأوائل 2014، وأشرف عليها محمد قصير، الملقب بالحاج فادي رئيس الوحدة 108 في ميليشيات حزب الله.
وقالت الصحيفة الألمانية إنها نقلت معلومات حصرية من مصادر مخابراتية أوروبية توثّق شراء حزب الله لهذه الكميات من نترات الأمونيوم، في توقيت متزامن تقريبا مع تخزين نترات الأمونيوم التي تم إيداعها في ميناء بيروت، آنذاك، وأدت إلى انفجار هائل في الرابع من أغسطس الجاري.
وأظهرت فواتير شراء هذه الكميات من نترات الأمونيوم، وفقا لـدي فيلت أن هذه الكمية تم تسليمها إلى حزب الله على وجه التحديد في أواخر 2013 وأوائل 2014، مرجحة إشراف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي اغتيل بضربة أمريكية، على العملية.
وأشار التقرير إلى أن الشحنة الأولى ربما تمت في 16 يوليو 2013 وشملت 270 طنًا من نترات الأمونيوم التي تم إرسالها من إيران إلى لبنان وفي 23 أكتوبر 2013 تم تسليم شحنة ثانية مماثلة ولم تتوفر تفاصيل عن شحنة التسليم الثالثة التي ترجح المجلة أنها جرت في الرابع من أبريل 2014.
ووفقا للمجلة الألمانية فإن كمية إجمالي الشحنات تراوحت بين 630 و670 طنا، كما أوردت المجلة قيمة فواتير بعض الشحنات.
وأكدت المجلة أن إحدى الشحنات تم نقلها في حاويات سائبة مرنة بالطائرة، ويفترض أن تكون مع إحدى شركات الطيران الإيرانية الخاصة، والتي تعتبر واجهات للحرس الثوري الإيراني.
وحدد التقرير اسم محمد قصير كمسؤول عن هذه الشحنات، حيث كان يعمل ومسؤولون كبار آخرون في حزب الله من دمشق مع ضباط من وحدة فيلق القدس 190، المتخصصة في تهريب الأسلحة إلى سوريا ولبنان واليمن وغزة، تحت إشراف قاسم سليماني.
وبحسب ماثيو ليفيت، الذي يشغل منصب مدير برنامج راينهارد لمكافحة الإرهاب والاستخبارات التابع لمعهد واشنطن، فإن قصير يرأس وحدة حزب الله اللبنانية 108، المسؤولة عن تسهيل نقل الأسلحة والتكنولوجيا من إيران إلى لبنان عبر سوريا.
ويضيف ليفيت، الذي يعتبر خبيرا في أنشطة حزب الله، أن عمليات الشحن ما بين سوريا ولبنان يتولاها حزب الله بعدة حلقات: الحلقة الأولى في سلسلة نقل الأسلحة هي وحدة محمد القصير 108، المسؤولة عن نقلها عبر سوريا إلى الحدود اللبنانية، ثم الوحدة 112 التي تتولى نقل الأسلحة عبر الحدود إلى لبنان وهناك وحدة ثالثة تابعة لحزب الله، هي الوحدة 100، التي تدير ما يسمى خط الفئران في الاتجاه المعاكس.
وقال ليفيت إن محمد القصير، الملقب بالحاج فادي، والذي طالما أظهر مهارة في رئاسة وحدة حساسة ومهمة مثل الوحدة 108، هو أحد أشقاء حسن القصير الذي الذي يقال إنه صهر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
وكان لهما شقيق آخر، هو أحمد قصير، الانتحاري الذي نفذ هجوم نوفمبر 1982 على مقر للجيش الإسرائيلي في صور، عندما كان يحتل جنوب لبنان.
ووصفه نصر الله بأنه أمير الشهداء في حفل لمؤسسة الشهداء بمناسبة ذكرى الهجوم.
ووثقت صحيفة دي فيلت مشاركة آخرين في عمليات تسليم شحنات نترات الأمونيوم، بينهم عضو فيلق القدس الإيراني، سيد مجتبى موسوي طبر، رئيس شركة النقل الإيرانية لاينر ترانسبورت كيش، والتي يبدو أنها سلمت نترات الأمونيوم إلى حزب الله.
يشار إلى أن الحكومة الألمانية كانت حظرت في أبريل الماضي جميع أنشطة حزب الله؛ لأنه تبين أنه قام بتخزين نترات الأمونيوم في ولاية بافاريا.