مع إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة الأمريكية لبدء العلاقات وتوقيع الاتفاقيات بين البلدين، تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي صوراً للملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز ومواقفه تجاه القضية الفلسيطينية.
تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي صورة نادرة تظهر وزير الخارجية الأمريكي في حينه جالساً بطريقة ذليلة أمام الملك السعودي فيصل بن عبدالعزيز في مدينة جدة عام 1973م في محاولة منه لإقناعه بالتراجع عن قرار وقف ضخ البترول للعديد من الدول.
ويُعرف أن الملك فيصل بن عبدالعزيز اتخذ قراراً في حرب أكتوبر 1973 بوقف تدفق البترول للغرب، بعد أن حذر الدول الغربية في حال قدمت أي مساعدة لـ"إسرائيل"، وهو ما فعله حقاً حين أمدت واشنطن "إسرائيل" بالسلاح.
تلك الخطوة أجبرت الرئيس الأمريكي -حينذاك- ريتشارد نيكسون، على أن يجري زيارة عاجلة إلى السعودية، واستقبله الملك فيصل في مطار جدة، ودار بين الزعيمين حوار في اجتماع مغلق.
وكان الملك فيصل طلب أن يُوضع إناءان؛ أحدهما يحتوي على لبن، والآخر يحتوي على التمر، وعند دخولهما مقر الاجتماع قال الملك فيصل مخاطباً الرئيس نيكسون وهو يشير إلى اللبن والتمر: عاش آبائي وأجدادي على هذا الذي أمامك، وأيضاً كان شعبي، ولا أمانع من العودة إليه.
فرد الرئيس الأمريكي سائلاً العاهل السعودي: "ألا تخشى من تجميد أموالكم الموجودة في بنوكنا؟".
فأجاب: "لك ما تشاء"، مستدركاً: "ولكن ما هو رأي شعب الولايات المتحدة الأمريكية وأيضاً حلفائكم؟".
الوقائع تشير أيضاً إلى أن الملك فيصل لم يرد على طلبات زعماء الغرب باستئناف ضخ النفط، وهو ما أدى إلى ارتفاع كبير بأسعار النفط، بل إنه رد على وزير الخارجية الأمريكي، هنري كيسنجر، حين زاره يطالبه باستئناف ضخ النفط قائلاً: "عيد الأضحى القادم يجب أن تسلمني مفاتيح القدس، فإني أنوي أن أصلي العيد في الأقصى".
وأضاف: "لا يهمني الرأي العام الأمريكي الذي تتشدقون به، فقد صبرت عليكم ثلاثين عاماً اتُّهمت فيها وبلادي من جميع العرب بالرجعية والتخلف والعمالة، ولم أعد أحتمل أبداً صداقة لا فائدة لبلادي من ورائها، ولا تحقق غير المواعيد التي لا تُنفّذ".
وبلغ بالملك الراحل أن تحدى جميع دول الغرب، معلناً استعداده للموت دون أن يتنازل عن قراره، وقال: "ماذا يخيفنا؟ هل نخشى الموت؟".
وواصل يقول في خطاب مصوّر: "وهل هناك موت أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهداً في سبيل الله؟ أسأل الله سبحانه أن يكتب لي الموت شهيداً في سبيل الله".
وقال في مناسبة أخرى: "لأن نخسر البترول خير لنا من أن نخسر الشرف"، مشدداً بالقول: "لقد نشأنا تحت الخيام، ونحن مستعدون للعودة إلى ظلالها".
وفي حوار أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" مع الملك السعودي الراحل، فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وجه المذيع له سؤالاً: ما هو الحدث الذي ترغب أن تراه في الشرق الأوسط؟ فأجاب: "زوال إسرائيل".
وهكذا عُرف عن الملك فيصل بن عبد العزيز (تولى الحكم بين 2 نوفمبر 1964 و25 مارس 1975) دفاعه المستميت عن عروبة وإسلامية فلسطين، ودعوته للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي.
«إذا كُنت تَطلُب مِنا يا فخامة الرئيس أن نَرضخ للأمر الواقع، فلماذا لم تَرضخ فرنسا لاحتلال ألمانيا؟ ولماذا شُكّلَت حكومة المنفى وكافحت حتى استعدت وطنك؟» - الملك فيصل بن عبد العزيز، ردًا على شارل ديجول رئيس فرنسا بخصوص تَقَبُّل وجود دولة إسرائيل، 1967م. pic.twitter.com/xGcPhMZJbY
— ويكيبيديا العربية (@ArabicWikipedia) August 14, 2020