انطلقت في عالم السينما المصرية بقوة لموهبتها الفريدة وخفة ظلها وملامحها التي توحي للمشاهد الفكاهة دون أن تتفوه بأي كلمة، وعلي الرغم من قلة أدوارها إلا أنها إستطاعت أن تحقق من الكثير من الشهرة والواسعة والنجاح الكبير، وإشتهرت بـدور كوريا في فيلم عسكر في المعسكر مع الفنان محمد هنيدي والفنان حسن حسني والفنان صلاح عبد الله، ولكنها ظلمت إعلامياً فلم يعد أحداً يهتم لها من الإعلاميين أو برامج التوك شو وكذلك المواقع الإلكترونية الأخبارية التي كتبت فقط عنها حينما توفيت في ظروف غامضة دون أن يدري أحد بذلك الخبر أو حتي معرفة تفاصيل الوفاة، إنها الفنانة الراحلة “حنان الطويل”.
في اليوم الثاني عشر من شهر فبراير لعام 1966 ولد “طارق” وهذا هو الإسم الحقيقي للفنانة “حنان الطويل” قبل أن تتحول من ذكر إلي أنثي بإحدي الدول العربية، دون أن تخبر أهلها بذلك واضعة إياهم أمام الأمر الواقع. سر تحولها
في إحدي التصريحات الصحفية التي أجرتها معها جريدة “الرياض” السعودية، أوضحت من خلالها أن الأسباب الدافعة لتحولها من ذكر إلي أنثي هي أنها كانت دائمة الشعور بأنها أنثي علي الرغم من ملامح الذكورة التي ولدت بها، وذكرت بأنها قبل عملية التحويل كانت تضع “مكياج” كباقي النساء ومن المفترض حينها أن “رجل”، بالإضافة إلي تربية شعر رأسها، وهذا الأمر جعلها تواجه صعوبة مع الجيران والمضايقات التي دائماً تتعرض لها، وكثيراً ما كان يقذفها الأطفال بالحجارة عندما تمر من الشارع. بدايتها الفنية
كان لديها شغف وميلاً إلي الفن الإستعراضي وأحبته كثيراً، وهذا ما دفعها للإنضمام إلي إحدي الفرق الإستعراضية، وكان لديها موهبة أخري وهي الغناء، فقد إستطاعت أن تغني بالعديد من الطبقات الصوتية، لذلك إستطاعت أن تعتمد من قبل المهن الموسيقية حينها. وشعرت بأنها سعيدة إستقبالاً بحياتها الجديدة كـأنثي بعدما تحولت ، لافتة علي أنها لم تلتفت نهائياً إلي أي إنتقادات وأقربها من أهلها الذين رفضوا ذلك وأعترضوا علي تحويلها. أول ظهور سينمائي
في عام 1999 رشحت للمشاركة في فيلم “عبود علي الحدود” مع الفنان الراحل علاء ولي الدين، وكان هذا هو أول أدوارها الفنية للسينما المصرية، ولفتت إنتباه المخرج المصري “شريف عرفة” وتيقن بأنها فنانة لديها من الموهبة ما يؤهلها إلي أدوار أكبر وأكثر قوة، ورشحها لدور “ميس إنشراح” في فيلم “الناظر” بعام 2000. وقدمت خلال مشوارها الفني الصغير في عالم السينما 5 أفلام وهم “55 إسعاف، الناظر، عسكر في المعسكر، عايز حقي، عبود علي الحدود”، وأشارت علي أنها قد حظيت بفرصة كبيرة مضاهاة ببنات جيلها المتواجدات علي الساحة الفنية، ولافتت علي أنها لديها الرغبة فتقديم الأدوار المغرية إذا طلبت منها في سياق الدراما. مشوارها الفني للمسرح
في عام 2001 خاضت التجربة الوحيدة لها علي خشبة المسرح من خلال مشاركتها في مسرحية “حكيم عيون” مع الفنان الراحل علاء ولي الدين، والفنان كريم عبد العزيز، وأحمد حلمي، وجسدت بها دور الزوجة التي دائماً ما تعاني من المعاملة الجافة التي يعاملها بها زوجها، وأخر ظهور لها كان فيلم “عايز حقي” مع الفنان هاني رمزي، في عام 2003. وفاتها
في اليوم الأول من شهر ديسمبر عام 2004، توفاها الله عن عمر يناهز 38 عام، وتعددت الأراء حول أسباب الوفـــــــاة، فمنهم من قال بأن أهلها كانوا يريدون أن يأخذوها إلي مستشفي الأمراض العقلية بالقوة، وأثناء إحدي الجلسات الكهربائية التي تعرضت لها توفيت جرائها، وفي الجانب الأخر من أراء الطب النفسي قيل بأن المتحولين تكون نسبة إصابتهم بالإكتئاب ثم تكون مرتفعة جداً مضاهاة بغيرهم من البشر الطبيعين، وبالأخير هناك من قال بأنها توفيت إثر أزمـــــة قلبية مفاجئة. لم ينس أهلها ذلك الموقف لها وتحولها رغماً عنهم ودون موافقتهم، لذا رفضوا أن يقوموا بإستلام “جثـــــــــتها”، وعندما وصل الخبر إلي “أشرف ذكي” نقيب المهن التمثيلية، قرر أن يقوم هو بإستلام الجـــــــــثة ودفنها وتحمل كافة المصاريف الخاصة بالدفن.